لقد رأيت ما حدث بالأمس مثلكم، وألمنى ما ألم الأقباط وأفراد الجيش المصرى، ولم أصدق ما حدث ولم أزل لا أصدق، ولكن إن أرخيت للعقل حبله بعد كل ما كان لاكتشفت أن الأقباط بريئون من إشعال الشرارة الأولى.
وإن كنت لا أعفيهم من الذنب، فهم تعودوا خلال ثلاثين سنة مضت على البلطجة السياسية - المقصود ليس الأقباط العاديين بل صانعى سياستهم- ولى ذراع الدولة وكسر هيبتها من خلال الخروج بهذه الأعداد إعلاناً منهم أنهم ليسوا أقلية، بل عصبة يخشى منها.
ولما كان هناك رئيس ضعيف يحتاج لأصواتهم فى الانتخابات، وغيرها خاصة فى ظل عزوف المسلمين عن صناديق الانتخاب، كان منه أن يرضخ لهم ويجيب طلباتهم بغض النظر عن شرعيتها من عدمه فتعودوا على ذلك.
واستغلوا حادثة المريناب هذه لاختبار رأس الدولة، وإيصال الرسالة التى مفادها نحن ما زلنا أقوياء، ويمكننا فعل ما نشاء، ولترى مدى قوتنا، ولتنفذ ما نريد، وإلا فالخراب والدمار والحماية الدولية وتفتيت الدولة وخلق حرب أهلية وساعتها سيرضخ لهم كما رضخ من قبله.
وأما عما حدث فأقول لكم فتشوا عن المستفيد الأول، هنا فقط ستظهر الحقيقة جلية، إن من قتل جنود الجيش هم بعض عناصر أمن الدولة السابق وبعض البلطجية الممولين من قبل رجال الأعمال التابعين للنظام السابق، رغبة منهم فى تأجيل الانتخابات لتأكدهم من عدم دخولها أو الفوز بها فى ظل الظروف الحالية، لذا كان لابد من حدوث حدث جلل يقيد الدولة كلها، ولا أنسب من إيقاع الفتنة بين الجيش وأحد أذرع الأمة ألا وهم الأقباط فى ظل الظروف الحالية، وساعتها يمكن أن يقع الحدث الأكبر ألا وهو الفتنة بين كلا ذراعى الأمة بين المسلمين والأقباط ولن يحدث هذا أبدا فهذا النسيج تعود متانته لقرابة الأربعة عشر قرناً.
فانتبهوا بنى وطنى لما يحاك لكم فى الظلام، وليأخذ كل منا بيد الآخر حتى نخرج من هذا النفق المظلم سالمين فى أسرع وقت ممكن.
لا تضيعوا دماء الشهداء هباء، فقد سقطوا جميعا من أن أجل أن نعيش أحرارا، واختلط فيهم دم القبطى بالمسلم، وروت هذه الدماء الزكية أرض مصر الطاهرة، لتخرج لنا نبتا جل همه الحفاظ على مقدرات ومكتسبات الثورة العظيمة التى علمت العالم أجمع معنى الوطنية والتضحية والفداء فى حب الوطن بسلمية تحافظ على تراب الوطن الغالى.
عاشت مصر حرة مستقلة مسلمين وأقباطا ذائبين حباً فيها إلى يوم الدين.
علم مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة