أكرم القصاص - علا الشافعي

أيمن نور

«بداية.. وليست نهاية!!»

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011 08:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 3 نوفمبر 2002، أصدر القضاء التركى، حكماً باستبعاد «أردوغان» من الترشح للانتخابات البرلمانية، التى كان مقرراً أن تجرى فى ذات الأسبوع، ولم يكن خافياً أن هذا الحكم بإيعاز من رئيس الجمهورية «نجدت سيزر» الذى لم يكن يحفظ لأردوغان أى ود.

الحكم الذى سعى لإبعاد أردوغان عن الانتخابات، كان على خلفية قضاء أردوغان عقوبة السجن لمدة عام، فى جريمة وصفها الحكم بالمخلة بالشرف!!

يوم أن صدر الحكم قال أردوغان: إنه بداية وليس نهاية لمشواره السياسى، بينما قال نائبه محمد على شاهين لصحيفة «توركش دالى نيوز» فى 20 نوفمبر 2002، إن هذا الحكم ليس إلا محاولة لإزاحة أردوغان، عبر استخدام ذريعة قانونية، لكنه فى النهاية إضرار بالغ بصورة الديمقراطية التركية.

وبعد تسع سنوات من تلك الواقعة المشهودة فى التاريخ التركى، انتهى «سيزر» الرئيس السابق، ولم يعد له ذكر بينما بات أردوغان هو الأسم الأشهر فى تاريخ تركيا والسياسى الذى استطاع أن يغير وجهها ويصنع تركيا الجديدة.

أمس الأول صدر حكم من محكمة النقض، بشأن التماس إعادة النظر الخاص بقضية الغد، أعاد لذاكرتى ذلك الحكم الذى صدر ضد أردوغان منذ تسع سنوات.

تذكرت وأنا أسمع الحكم، حكم إبعاد أردوغان، الذى سقط بعد شهور قليلة بعد الانتخابات البرلمانية عندما تصدى الأحرار فى تركيا وأنصار أردوغان لتلك المحاولة الساذجة لإقصاء الرجل والتى أضافت - بل ضاعفت - من شعبيته وأنصاره.

قلت بالأمس، كما قال أردوغان قبلى، هذا الحكم بداية وليس نهاية، بداية طريق جديد للنضال فى مواجهة بقايا نظام مازال يدافع عن نفسه، مستخدماً نفس الوسائل والآليات والمنطق الإقصائى.. الانتقامى.

قلت وأؤكد أن هذا الحكم كان متوقعاً بالنسبة لى ليس لضعف حججنا القانونية - بل بالعكس - لكن لضعف قدرة خصومنا على احتمال قيم الحرية، والاحتفاظ بمسافات متساوية مع الجميع.
كانت المؤشرات واضحة، ومحاولات الإقصاء والإبعاد متكررة.. والتهديد والوعيد مسيطراً على المشهد، وممتداً بطول شهور ما بعد الثورة!!

بالأمس تقدمنا بدعوى بطلان - أصلية - على ذلك الحكم الصادر من قاضى جمعتنا به خصومة قضائية انتهت بالحكم لصالحنا - منذ سبعة أيام - وهو ما كان ينبغى معه أن يستشعر الحرج، ويتنحى لكنه لم يفعل.. كما نعد لإجراءات أخرى قانونية وسياسية.

هكذا هو النضال من أجل الحرية.. يوماً نكسب، ويوماً نخسر، يوماً نتقدم، ويوماً نتأخر، يوماً نحتل إحدى قلاع الحرية، ويوماً آخر نجلو عن قلعة من قلاع الحرية، ليحتلها الاستبداد.

فى يوم يكفهر الجو، ويبدو لبعض الناس أننا نتراجع والاستبداد يتقدم.. ونسمع من ينصحنا بالاستسلام ويتوهم أن معركتنا خاسرة.

لكننا نرفض أن نعترف أننا خسرنا المعركة، حتى لو خسرنا جولة.. فسنموت واقفين لا راكعين.

إذا كان اليوم للظالم، فإن غداً، حتماً للمظلوم!

لم يحدث فى التاريخ كله، أن استمر ظلم للأبد!! فإذا رأيت الباطل ينتفخ ويكبر، ويتضخم، فلا تنزعج، فشكة دبوس واحدة، تحوله إلى هباء!!

كم من طغاة، تصوروا أن الدنيا دانت لهم، ووجدوا فى الظلم متعة، وفى الجبروت لذة، وفى استبعاد وإقصاء الناس نشوة، واستيقظوا ذات صباح، فوجدوا أنفسهم تحت أقدام من ظلموهم!!

من غباء الظالم، أن يتصور أنه قوى، ويتجاهل أن الله أقوى!! ويتصور أن أحداً لا يرى ما يفعل، وينسى أن الله بصير بالعباد، ويتوهم أنه قادر أن يرفع، ويخفض، يميت، ويحيى، يمنح، ويمنع، غافلاً أن هذه هى صفات الله وحده، وليست صفات البشر!!

الذين يسعون، ويخططون، ويقيدون خصومهم، لا يعلمون أن هذه السلاسل، هى حبال المشانق التى يشنقون أنفسهم بها، لا يعرفون أن الحرية عندما توجه لها ضربة من الخلف، تدفعها دفعة قوية للأمام!! وأن تقهقر الحرية للخلف، لا يعنى إلا أنها ستنقض للأمام.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مي وهبه

ونحن لن نتركك أبدا يا نور

عدد الردود 0

بواسطة:

د. فوزى الجمل

صحيح ... فى شبه كبير بينك و بين أردوغان

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

خلاص انتهى عصر الظلم والاستبداد ولن يستطيع مستبد النيل من هذا الشعب مهما كان جبروته

وهذه اهم انجازات الثوره

عدد الردود 0

بواسطة:

حنان احمد

ستكون يوما ما

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن النيل

هتموت.................... وتترشح

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو حماد

يادكتور . هل تتصور ان كل الناس يحاربوك ؟ البائد والماضي والحاضر ؟ غريبة !!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الدنيا امل فعش على امل ان يكون لك حق الترشح لفترة اخرى

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله

ياعم روح

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

سوف نصل حتما الى الديمقراطيه طالما هناك 85 مليون مصرى ينتخبون ويراقبون ويحاسبون

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء سلامة

جزء من مسلسل القضاء علي الثورة وتغيير مسارها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة