أكرم القصاص - علا الشافعي

أيمن نور

(وصية المشنوق أعلاه...........)

الإثنين، 17 أكتوبر 2011 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ورقة سرية مطوية، عثرت عليها بين أوراقى القديمة، هى وصيتى التى كتبتها يوم 30 نوفمبر 2005، وقبل سجنى بأسبوع واحد!! عندما أعدت قراءة «الوصية» بعد 6 سنوات، قررت أن أعرضها عليكم ونصها هو:

..ربما تكون هذه هى كلماتى الأخيرة التى أكتبها بغير قيود، وبعيداً عن الأسوار.. لكنها لن تكون كلماتى الأخيرة التى لا تعرف سقفاً ولا يحاصرها الخوف.. ويخنقها الطوق.. سأظل (إن شاء الله) أتنفس شهيق الحرية.. وأطرد زفيراً يلعن الاستبداد.. بالأمس جردونى من حقى فى كسر احتكارهم!! بالأمس جردونى من حقى فى منبرى ومقعدى تحت القبة.. بالأمس حاولوا أن ينتزعوا لسانى من فمى.. حاولوا أن يغتصبوا حزبى، ويسطوا على صحيفتى!! بالأمس حاولوا أن يحرمونى من ثمار جهدى، أن يسرقوا ويخرسوا صوتى، أن يغلقوا مكتبى، ويحرمونى من ممارسة مهنتى ومورد رزقى.. بالأمس قتلوا أبى كمداً وحسرة، وأرسلوا مندوباً عنهم يحضر مراسم العزاء!!.

..واليوم.. مازالت شهية الانتقام لديهم مفتوحة على مصراعيها.. مازالت الرغبة فى التنكيل تتجاوز حدود العقل، دون سقف أو ضمير أو خط أحمر.. لكنهم اليوم يتربصون بحريتى وربما حياتى، وبأنفاسى التى يتصورون أنها الأخيرة فى محاولة للإجهاز علىّ.

..اليوم يرقصون رقصتهم الأخيرة.. حول ما يتصورون أنه جثتى!! يدقون مسماراً أخيراً فيما خُيل لهم أنه نعشى!! يعلقون أعواد مشانقهم.. ويشدون الرباط حول ما يتوهمون أنه عنقى!!
..واليوم أقول لهم: ليس عاقلاً من يعتقد أنه يملك سلطة ضبط وإحضار صوتى وجسدى ربما.. ولا أعرف من أشار عليهم بهذه الحماقة التاريخية المتكررة؟

فكل الزجاجات التى حاولت السلطة استعمالها فى تعبئة أصوات الغاضبين.. انكسرت!! وكل الأقفاص التى صنعوها لاصطياد الساعين للحرية لم يسكنها فى النهاية ويستقر بها إلا هم!! ولو بعد حين!!

..اليوم أقول لهم: إن سجنى، أو شطب اسمى من كشوف المعترف بهم أو حتى سحلى، لن يحمى مياهكم من أسماك القرش الغاضبة، ومن يتصور غير هذا فهو لايعرف طبيعة أسماك القرش.. ولا طبيعة الغضب.. ولا دروس التاريخ، أقول لهم: إن اغتيالى بسلاح الشرعية المزعوم لن يحمى مجالكم الجوى من عصافير الحرية التى لا تعرف الأسوار، ولا تعترف بالحدود.. أقول لهم: إنكم تضعون صفرا فى خانة الرقم أمام اسمى.. لكنه صفر على اليمين، سيصنع رقما ضخما يفوق بكثير ذلك الرقم الذى تحاولون محوه وتقديمه (يفوق بكثير ما تتوقعونه)، أقول لهم: إن المشكلة ليست فى شخص كى يزول بإبراز الكارت الأحمر فى وجهى.. المشكلة هى جيلى، هى أن أضعف الناس يستطيع أن يضغط ليخرج معجون الأسنان من الأنبوب، لكن أكثرهم قوة وسطوة وسلطان، لا يملك أن يعيد المعجون للأنبوب مرة ثانية!!
كل شىء مكشوف.. والتلفيق مفضوح.. والكيد والكيدية تنضح على وجه الأحداث، وتتطاير شظاياها على أيديكم الملوثة بدمى وحريتى، أما حياتى فهى ملك لبارئها.

..ستغلقون على الأبواب كل الأبواب.. وسيخرج لكم مئات أمثالى من كل نوافذ الوطن التى لاتملكون إغلاقها بالضبة والمفتاح.. ولمعلوماتكم إن أجمل الأصوات هى التى تصل عبر النوافذ وليس عبر الأبواب.

..ربما لن ترونى لشهور أوحتى سنوات مقبلة، لكنكم ستسمعون كل صباح جديد.. يشرق على هذا الوطن.. ستسمعون صوتى مع كل صوت يناضل من أجل التغيير والإصلاح والحرية.. ليس غريباً أن أذهب فى رحلة قصيرة خلف الشمس، فالشمس ترحل وتغرب لتشرق من جديد.. ليس غريباً فى زمن الغربة أن يذهب القابضون على الجمر.. ويبقى القابضون على أعناق البشر، أن يذهب المقاتلون. ويبقى الهاربون من التجنيد، فسيأتى قريبا اليوم الذى يأخذ المقتول بثأره، ويستعيد المظلوم حقه، وينكسر الزمن الردىء، ويتوقف زحف الأيام السوداء.. اذكرونى ياإخوانى فى لقائنا الأسبوعى.. وعدونى بزيارة كل صيف وشتاء.. وأعدكم أننى سأظل بكم رمزا للكرامة الوطنية وللكبرياء
فلم أترك لأولادى نور وشادى بعد الله غيركم.. وحبكم.. وأمل فى لقاء.
هذه كلماتى الأخيرة.. وربما وصيتى.

الموقع أدناه
أنا المشنوق أعلاه
الأربعاء 30 /11 /2005









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف

ايمن نور البطل الاول

عدد الردود 0

بواسطة:

م/ احمد

نصيحة

عدد الردود 0

بواسطة:

الحجاج

اصبر ان الله مع الصابرين

اقول يا سيد أيمن نور
ارض بما قسم الله لك

عدد الردود 0

بواسطة:

مي وهبه

لقد أبكتنى كلماتك

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

النفق المظلم ينتهى بظهور النور يا نور

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

معتز

وصيتك نفذها أبناء مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

ماذا تنتظر من سلطه تعشق الاستبداد وفلول تعشق العبوديه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

قلوب الشعب المصرى معك يا نور فانت الثورى الوحيد الذى وقف فى وجه الطغاه قبل الثوره

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

علي عبد الحليم

الـنــصـــــــــر مــن عــنـــد الله إذا كــــان لـــك حــــــــــــــــق

عدد الردود 0

بواسطة:

فيليب

كان الله فى عونك

انت فى نظرى مناضل قوى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة