الحكم الذى أصدرته عصر الاثنين 17-10-2011 المحكمة الإدارية العليا باستمرار إجراء انتخابات نقابة الصحفيين جاء بردا وسلاما على قلوب الصحفيين وكل أنصار الحرية فى مصر، وأعاد البسمة إلى وجوه غطتها الكآبة والحزن والقلق طيلة الأيام الثلاثة الماضية.
على سلالم مجلس الدولة التى تشبه سلالم نقابة الصحفيين تشابكت الأيادى وتعالت الهتافات" عاشت نقابة الصحفيين.. عاشت حرية الصحافة.. يسقط العملاء والفلول"، نعم هو يوم عيد لحرية الصحافة يضاف لأيام سابقة، وهو يوم عيد للحرية بشكل عام ولمسيرة الديمقراطية بعد ثورة يناير الميمونة، فقد تحركت عجلة الانتخابات بدءا من النقابات المهنية، الصيادلة والمعلمين والأطباء، ولكن وقف الانتخابات فى نقابة الصحفيين بحكم قضائى قاصر، ووقفها لأجل غير مسمى فى نقابة المحامين بقرار إدارى مرتبك، بعثا برسالة سلبية، وأحدثا قلقا لدى المهتمين بالعمل النقابى والعمل السياسي، كانت هناك مخاوف أن تكون جهات عليا أو مجموعات من الفلول نجحت فى وقف المسيرة وتعطيلها، وربما سعت لعودة الحراسة على النقابات، لكن حكم الإدارية العليا بدد هذه المخاوف سريعا.
كانت مرافعة رائعة تلك التى قدمها نقيب الصحفيين بالإنابة صلاح عبد المقصود أمام المحكمة، والتى فند فيها كل الادعاءات حول بطلان الإجراءات، وحول استقالة مكرم محمد أحمد مقدما عدة خطابات تثبت تلك الاستقالة التى يحاول مكرم أن ينفيها الآن، كانت المرافعة بليغة وكان لها الفضل فى تفهم المحكمة لحقوق ومطالب الصحفيين، والتحية واجبة فى هذا الإطار للزميل صلاح عبد المقصود الذى تحمل المسئولية بكفاءة، ودافع عن نقابته بقوة، وحماها من شر الحراسة، وأنا أعرف شخصيا أنه لم تنم له عين منذ يوم الخميس الماضى استشعارا للمسئولية الضخمة، والأمانة الثقيلة، خاصة مع توجيه بعض الزملاء اتهامات له بأنه هو ومجلسه من تسبب فى دخول النقابة هذا النفق المظلم.
هرب رافع الدعوى خارج القاعة سريعا، والمطلوب الآن أن يختفى النقيب المستقيل مكرم عن الأنظار فورا، وأن يعود لمخبئه الاختيارى الذى وضع نفسه، أما الزملاء الصحفيين فليهنأوا بالا، وليقروا عينا بهذا الحكم، وليفاخروا بنقابتهم ومهنتهم، وقدرتهم على الصمود والتحدى، وقريبا تعود الجولات الانتخابية للمرشحين بعد أن يحدد مجلس النقابة غدا موعدا ربما قبل عيد الأضحى أو بعده للانتخابات، وكل ما نتمناه من الزملاء أن يحسنوا الاختيار فصوتهم شهادة يحاسبون عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة