عبدالجواد حجاب يكتب: صناع الفتنة

الإثنين، 17 أكتوبر 2011 08:14 م
عبدالجواد حجاب يكتب:  صناع الفتنة جانب من أحداث ماسبيرو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. نعم النسيج المصرى الفريد من نوعه فى العالم على مر العصور كان هدفا دائما لمن يريد إحراق الأخضر واليابس فى مصر، ولكن كل محاولات إحداث شروخ فى الجسد المصرى الواحد باءت بالفشل على مر العصور، والسبب بسيط جدا هو أن الشعب المصرى شعب متدين بطبيعته منذ آلاف السنين احتضن التوحيد من أيام الفراعنة واحتضن اليهودية بعد تدمير دولة داود واحتضن المسيحية منذ جاء القديس مرقس إلى مصر واحتضن الإسلام منذ فتح عمرو بن العاص مصر. عاشت الأديان الثلاثة فى وئام تام حتى حل علينا الصهاينة ببركاتهم وأفكارهم المتعصبة والعنصرية.

لاتتعجبوا هذه هى الحقيقة وبعد الثورة كانت إسرائيل هى أكبر الخاسرين لأنها خسرت أصدقائها وعلى رأسهم أعز الأصدقاء ومن بعد سقوط النظام البائد وهى تدس السموم وتصدر التعليمات لعملائها وتطلق الشائعات الجيش يفقد سيطرته على سيناء الجيش يفشل فى إدارة البلاد الثورة المصرية تتخبط الحكومة المصرية هزيلة. ويسارع صناع الفتنة لنسج معارك لأحداث شرخ فى مجتمعنا المصرى وعمل تصدعات فى وحدة النسيج المصرى مرة فى أطفيح ومرة فى إمبابة وأخيرا فى المريناب وماسبيرو فى أسوأ موجة من موجات الفتنة تشهدها مصر وما خفى كان أعظم.

اسمحوا لى أن أحاول معكم البحث عن صناع الفتنة فى مصر فى عجالة:
أولا: عزائى وحزنى على الدماء المصرية التى سالت فى أحداث ماسبيرو المؤسفة والمحبطة جدا فى أكبر موجة من موجات اعداء الثورة وفى أكبر تحدى لشعبنا العظيم، وخاصة مع اقتراب تحقيق الحلم فى بناء دولته الحرة الحديثة. وعزاؤنا أن هذه الأرواح المصرية الغالية لشهداء الحرية ما هى إلا ضريبة لحرية هذا الشعب.

ثانيا: الكل يفهم تماما تمسك الشعب المصرى بالدين السمح والوسطية والاعتدال على مر العصور سواء كنا أقباطا مسيحيين أو أقباطا مسلمين والمواطنة لا تفرق بين مسلم ومسيحى، ولكنها تساوى بيننا كمصريين. وما حدث ما هو إلا مخطط لإسقاط الدولة وهيبتها والعبث بأمن مصر ولن يستفيد منه إلا أعداء الوطن ولا بد من التحقيق وقطع يد العابثين بأمن مصرنا الحبيبة.

ثالثا: لابد أن نعلم أن الشعب المصرى شعب مؤمن بالله الواحد ومؤمن برسل وأنبياء الله ومؤمن بالكتب السماوية وبقدس دور العبادة ويقدس حق الجميع فى بناء دور العبادة وما يحدث من انتهاكات لقدسية هذه الرموز الدينية المقدسة لا يقوم به ولا يحرض عليه إلا متشددون متطرفون من الجانبين ولا أبالغ عندما أقول إن قوى خارجية لها دور فى هذا العبث وما هى إلا محاولات خارجة على القانون وتحتاج إلى رادع قانونى يضرب بشدة على أيدى العابثين.

رابعا: صناع الفتنة بعد الثورة هم نفسهم صناعها قبل الثورة هم نفسهم الفلول الضالة لحزب التوريث المنحل وأمن الدولة المنحل أيضا ولا أتعجب أبدا من تأثيرهم البالغ وخاصة أنهم مازالوا يهيمنون ويسيطرون على مفاصل مهمة فى الجهاز الإدارى والأمنى للدولة. ولابد من ضرب القواعد السرية للفلول الذين أعلنوا التعبئة العامة لمواجهة قانون العزل السياسى.

خامسا: صناع الفتنة هم كل رجل دين بدلا من يعتلى منبر مسجده أو كنيسته نجده يعتلى أكتاف الشباب الثائر ويقود مظاهرة أو احتجاج له مطالب سياسية وينتهى أمره بالاعتداء على بيوت رب العزة أو الاعتداء على حماة الديار المصرية.

لا يصح لرجل دين يدعو إلى ربه بالحسنى فى مسجد أو كنيسة ونرفعه على أكتافنا ليهتف ويهدد ويتوعد مستغلا العاطفة الدينية الجياشة للشعب المصرى.

سادسا: صناع الفتنة كل من يريد أن يناقش قضية فى الشارع ومصر مليئة بالمؤسسات الحكومية والأهلية والحقوقية والقانونية ليقطع الطرق ويعطل العمل ويمنع الناس من قضاء مصالحها ويتسبب فى اعتداءات بين من يؤيد ومن يعترض كما حدث مرارا وتكرارا.

سابعا: صناع الفتنة هم أنفسهم من يشككون فى نوايا المجلس العسكرى ويحرضون على ضرب رجال الشرطة العسكرية ويحرضون على كراهية الجيش وكأنهم مرتزقة استأجرتهم الدولة لحمايتها بكل أسف مع أن الجيش ما هو إلا أبناء الشعب المصرى العظيم.

ثامنا: صناع الفتنة مسئولين كبار فى الجهاز الإدارى للدولة لا تتسع صدورهم لمطالب الناس ولا يحترمون طموحاتهم فى أن يكون لهم مكان يعبدون فيه ربهم، وخاصة أن بناء دار للعبادة أفضل ألف مرة من بناء بيوت لأشياء تنافى أخلاقنا الدينية. وأنا لا أجد ضيرا من أن يكون فى كل شبر من أرض مصر مسجدا أو كنيسة بالعكس هى أماكن لإعلاء شأن الأخلاق الحميدة التى هى أساس أى تقدم (إنما الأمم هى الأخلاق) وما لدينا إلا مجموعة من الأخلاق النبيلة.

تاسعا: صناع الفتنة إعلام مستفز ويعالج قضايانا بطريقة تشم فيها الروائح الكريهة ونخب مهيمنة على الإعلام، بعضها يطالب بما هو استفزازى كمن يطالب بنظام المحاصصة والكوتة والفئوية على أسس طائفية، وآخرون يحملون المجلس العسكرى مسئولية ما حدث وهو الجهة المعتدى عليها والجهة المستهدفة من الاعتداء، وخاصة بعد التهديدات الموجهة إليه وآخرون يطلقون عليها حرب ماسبيرو أو موقعة ماسبيرو وما هى إلا تصريحات ومانشيتات مستفزة للمشاعر ومثيرة للقلق والخوف.

عاشرا: صناع الفتنة أيد كثيرة خفية فى الخارج ولها أذرع وذيول فى الداخل وهدفها معروف وهو فرض التدخل أو الهيمنة بحجة حماية الأقليات وهذا موضوع قديم، حديث ليس له هدف إلا حرق مصر وإحراج الجيش وتهديده ثم اتخاذه ذريعة للتدخل والهيمنة وهذا هو الخط الأحمر والموت لمن يتجاوزه وأقولها صريحة قطع لسان وزيرة خارجية أمريكا إن كانت قالتها "نحذر المجلس العسكرى فى مصر من تفاقم الأوضاع الدينية والضغط على الأقليات المسيحية فى مصر" "نحن نعرض على المجلس العسكرى الحماية والمساعدة بقوات أمريكية، لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية فى مصر" وهى تعلم تماما أن الشعب المصرى لا يقبل بالوصاية أو الحماية من أى كائن من كان.

صناع الفتنة كثيرون ولكن أخطرهم من تزداد هلوساته، كلما اقترب الشعب من استحقاقاته فى الحرية وانتخاب أو برلمان يمثلة لأول مرة فى حياته ويحاول بأى وسيلة منع هذه الانتخابات والسبب بسيط أن البرلمان الحر الذى سيختاره الشعب بإرادة حرة هو أول طريق الخلاص والحرية. صناع الفتنة كل من يتباطأ فى القيام بدوره فى واد الفتن وتوعية الشعب وإصدار التشريعات الأزمة لبناء دور العبادة وقطع يد مثيرى الفتن.

أنا محبط ولا أعرف ماذا أقول فى هذا الموقف الصعب جدا على كل مصرى يحب بلده الغالى مصر، ولكن رحم الله الشهداء والصبر والسلوان لأهاليهم وذويهم وهدانا الله نحن الأحياء إلى طريق الرشد والفلاح ووفق المسئولين عن هذه المرحلة الانتقالية فى الضرب بيد باطشة على أيدى صناع الفتنة وتطبيق القانون على الجميع والسير بخطوات ثابتة نحو دولتنا المدنية الحرة. ولعن الله صناع الفتنة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من اياهم

اين المنصفون؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة