كان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق من أكثر وزراء مصر تقديماً للاستقالة فى النظام السابق، وكنت ممن يندهشون من الرفض المتكرر للاستقالة من الرئيس السابق، خاصة الاستقالة التى أعقبت الحريق الهائل لمسرح بنى سويف الذى مثل محرقة لأكثر من 30 شخصية من رموز المسرح فى مصر.
وربما كان فاروق حسنى مُحقاً فى أسباب استقالاته لإحساسه بالمسئولية التضامنية عند حدوث الحريق المذكور أو عند سرقة لوحة الخشخاش أو عند تصريحه الخطير الخاص بالحجاب!!
وربما كان للرئيس السابق أسبابه القوية التى تمنعه من قبول الاستقالة، فقد كان حريصاً على استمرار الاستقرار الذى خلقه فاروق حسنى فى السياسة الثقافية فى مصر بقدر حرصه الشديد على استمرار الاستقرار فى جميع المجالات!! أو ربما كان حريصاً على حماية مكتسبات وإنجازات وزارة الثقافة على مدار 25 سنة قضاها فاروق حسنى وزيراً حقق فيها وكتيبته الثقافية الكثير والكثير للثقافة المصرية.
هذا ما كان، وهو ليس موضوعنا..
أما الآن، وهو موضوعنا، فحين يتقدم الدكتور حازم الببلاوى باستقالته من منصبه لأى أسباب يراها سيادته، سواء المتعلقة بالناحية السياسية والأمنية وفقاً لما تم إعلانه وتم التصريح به، أو حتى المتعلقة بالناحية الاقتصادية أو المالية، وهو ما لم يُعلن، ولم يتم التصريح به!!
ففى الحالتين، نحن أمام وزير ضمن المجموعة الوزارية أعلن عدم قدرته على الاستمرار فى منصبه، ومن ثم فهو - ضمنياً – قد أعلن أنه غير قادر على القيام بأعباء هذا المنصب – خاصة وسط الظروف الغيرعادية التى تمر بها مصر الآن – أفليس من الواجب أن يتم الموافقة على الاستقالة احتراماً لرغبة وقدرة المُستقيل ؟!
وأليس من الأفضل أن تتم قبول الاستقالة والدفع بدم جديد وفكر جديد لتولى المسئولية من بعده ؟!
وإن كان من حق السيد المشير بصفته الحالية "الرئاسية" أن يرفض استقالة من هذا النوع، أفلا يجوز لنا كشعب أن نعرف سبب الاستقالة الحقيقى، وسبب الرفض الحقيقى، أم أننا مازلنا نحيا حياة ماقبل 25 يناير؟!
هل هى استقالة من نوع الفرقعة الإعلامية؟!
أم أنها استقالة من نوع الهروب من المسئولية الكبيرة والخانقة المُلقاة على أكتاف الوزراء – خاصة وزير المالية – وما أدراك ما وزير المالية فى بلد بحجم مصر وحجم مشاكلها – خاصة الآنية منها؟!
أم أنها مُجرد استشعار عن بُعد للرأى العام فى مصر لتحريكه إلى نحو ما؟!
أم هى تجهيز لشىء ما يتم إعداده بعيداً عن أعين الشعب؟!
أم هى استقالة من نوع الترجمة الصريحة لشعور د / ( الببلاوى ) بحجم ( البلاوى ) الكثيرة والمتنوعة التى تختفى بأجندة مصر المالية بعد 25 يناير وحتى الآن ؟!
شخصياً – أظُنها كذلك !!
سعيد سالم يكتب: واحد عايز يستقيل.. الثانى يرفض ليه؟!
الإثنين، 17 أكتوبر 2011 05:47 م