مع ﺑﺪء اﻟﺤﻤﻼت الانتخابية للمرشحين ﻟﻠﻤﻘﺎﻋﺪ البرلمانية تشهد ﺳﻮق اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ والإﻋﻼن ﺑﻜﺎﻓﺔ أﻧﻮاﻋه ﻧﺸﺎطﺎً فى اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ والإﻋﻼن، وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ اﻟﺘى برهنت أنها سيدة اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓى اﻟﺤﻤﻼت الانتخابية ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ للمرشحين، وتشهد ﺳﻮق الإﻋﻼن ﺣﺮﻛﺔ ﻧﺸﻄﺔ ﻣﻊ اﻧﻄﻼق اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت البرلمانية، وسوق الدعاية الانتخابية يشمل أشياء كثيرة من اللافتات القماش والخطاطين ومطابع الورق والملصقات ومحلات "الفراشة" المتخصصة فى عمل السرادقات .
من جانبه، يقول دكتور حسن نافعة أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إن المال أصبح الوسيلة الأساسية للفوز فى بعض الدوائر الانتخابية، حيث أصبحت الرشاوى الانتخابية وأجور سماسرة الانتخابات والبلطجية الذين أصبحوا يسيطرون على العملية الانتخابية بدءا من تعليق اللافتات وحتى شراء الأصوات بل وأقاموا بورصة لأصوات الناخبين تنافس بورصة الأوراق المالية، حيث يحملون كشوفا بأسماء الناخبين فى بعض الدوائر منها الحقيقى وغير الحقيقى ويحملون أيضا بطاقات بعض الناخبين حتى يقال إن سعر شراء الصوت الانتخابى وصل إلى500 جنيه.
وأضاف أن الوسائل الجديدة فى الانتخابات الحالية والتى بدأت منذ التعديلات الدستورية فى شهر مارس الماضى، هو حقائب السلع التى تم توزيع على المحتاجين فى بعض الدوائر والتى تسمى حقائب الخبز والتى يتم تعبئة السلع فيها من بقوليات وزيت وسكر وشاى ولحوم فى محلات السوبر ماركت، لافتا إلى أن الجديد أيضا استخدام أجهزة الكمبيوتر والمحمول فى الدعاية وإجراء العديد من الاتصالات وإرسال الرسائل سواء من المحمول أو من خلال الإنترنت.
وأشار إلى أن كل ذلك ينعش الأسواق بصفة عامة سواء السوبر ماركت أو الخطاطين أو تجارة الأقمشة وحتى المطاعم والاتصالات، وبالتالى تحدث العملية الانتخابية رواجا نسبيا فى الاسواق ومن خلال قطاعات لها علاقة بالمرشحين والناخبين.
وأوضح الخبير الاقتصادى محمد يوسف أستاذ الاقتصاد التسويقى أن الإنفاق المباشر الذى يذهب إلى المجتمع مما يؤدى إلى القول إن انتخابات مجلس الشعب خلقت ما يمكن تسميته باقتصاد الانتخابات، حيث تنتعش بعض الأسواق والمهن خلال فترة الانتخابات.
وأشار إلى أن لافتات الدعاية لمرشحى مجلس الشعب فى الشوارع والميادين والحوارى رغم طابعها السياسى إلا أنها أدت إلى حدوث رواج كبير فى سوق الأقمشة، حيث انتعش سوق الأزهر بعد الركود وتدفق عليه أنصار المرشحين لشراء ما بين مائتين وثلاثمائة توب من الأقمشة فى المرة الواحدة، ويمتد الرواج الذى أحدثته الانتخابات أيضا إلى وكالة البلح والموسكى وشبرا الخيمة لشراء أقمشة الدبلان والبافتا والباتيستا التى أصبحت أكثر الأقمشة رواجا فى السوق وارتفعت أسعارها بنسبة تتراوح بين25% إلى50% خلال الأسابيع الماضية.
وأضاف أن الانتخابات تحدث نوعا من الرواج غير الملحوظة بصفة عامة وتنتعش محلات السوبر ماركت من خلال زيادة معدلات المبيعات، وذلك عن طريق قيام بعض المرشحين بتقديم سلع استهلاكية متنوعة من معلبات وبقوليات ولحوم لتوزيعها فى حقائق على أبناء الدائرة كنوع من أنواع الهدايا وذلك لجذب أصواتهم إلى جانب المرشحين، كما يقول عبدالعزيز عمل وجبات طعام سريعة لتوزيعها على مندوبيهم والعاملين معهم فى مختلف الدائرة أثناء إجراء الانتخابات.
وأشار إلى أنه من الطبيعى فى موسم الانتخابات تزداد المبيعات من السلع المختلفة، وذلك بسبب رغبة المرشح فى إشباع حاجات من حوله من ناخبين أو مساعدين.
ويبدأ النشاط فى سوق الخطاطين قبل حلول موعد الانتخابات البرلمانية عادة بشهر، حيث يكتب خلاله الخطاط الواحد ما بين 8 إلى 10 لافتات يوميا، بأطوال تتراوح ما بين نصف متر للافتة التى يتم تثبيتها على أعمدة الإنارة و3 أمتار للافتات التى يتم تثبيتها ما بين أعمدة الإنارة، و30 مترا للافتات التى يتم تثبيتها لتغطى عمارة سكنية بأكملها، وترتفع تكلفة اللافتات الانتخابية بنحو 100 مليون جنيه إذا قرر المرشح أن يضع صورته بجوار كلمات الدعاية المكتوبة عليها، لكن فى حالة الاستفتاءات على الرئاسة يتراجع الكم لصالح الكيف، إذ لا يتصور وجود لافتات صغيرة ولا متواضعة، خاصة أن الذين يتحملون تكاليف تلك اللافتات إما من كبار رجال الأعمال، أو الهيئات والمؤسسات التى تضع بنوداً مالية ليست قليلة لمثل هذه الأغراض الدعائية، عادة ما تكون تحت مسميات من طراز "المصاريف السرية"، أو "العلاقات العامة " .
انتخابات مجلس الشعب تخلق اقتصادها الخاص.. و25% ارتفاعا فى أسعار القماش بالموسكى
الإثنين، 17 أكتوبر 2011 09:38 ص
أسواق الموسكى - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة