إبراهيم عبد المجيد

المجد للشهداء فى الأعالى

الإثنين، 17 أكتوبر 2011 03:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيام الثورة المجيدة كنت أنظر إلى صور الشهداء وأقول: ياربى كلهم مبتسمون.. كلهم فرحون.. كانت ابتساماتهم تفطر قلبى وتبكينى، إلى هذا الحد أحببتم الشهادة يا أبناء مصر الأبرار؟ وفى رمضان الماضى كتبت هنا فى هذه الجريدة حكاية صغيرة من حكايات ساعة الإفطار عن أسرة شهيد تقف أمه وأخته لإعداد الإفطار قبل المدفع، بينما الأب الحزين جالس فى الصالة يقرأ القرآن الكريم، وإذا بطائر غريب يدخل من النافذة يضع أمامه رسالة يقول إنها من ابنه الشهيد.. ينادى الأب ابنته وزوجته ولا تصدقانه، وتفتح الابنة الرسالة فيخرج منها ورد يملأ الصالة وغرف البيت ثم يخرج من النافذة يملأ الطرقات والفضاء برائحة المسك المعتق، فيخرج الناس من بيوتهم يرون الورود تخرج من بيت أبى الشهيد. وتأتى الأخبار أن الورود تخرج من بيوت كل أسر الشهداء تملأ سماء الوطن. بعد مذبحة ماسبيرو يلحق بالشهداء عدد آخر من أجمل شباب ورجال الوطن. هذه المرة كل الشهداء تقريبًا من الأقباط، باستثناء اثنين أو ثلاثة من المسلمين، عكس ما جرى فى المرة السابقة، وهكذا ذهب عنصرا الأمة ليتحدا فى السماء، حيث عرش الله، هناك صار الوطن للأمة المصرية، وهناك الآن الملائكة تقف فى دهشة من هذا الوطن الجميل الذى إذا ضاقت الأرض على أبنائه يتحدون فى السماء، السماء أجمل من الأرض، لكن المصريين الآن يزيدونها جمالاً، أتخيل الشهداء الآن يمرحون تحت عرش الله، ويسعدون بالخير والسلام الذى منعهم عنه حكام بلادهم، ومن ارتبط بهم ممن أطلق عليه أهل الأرض ألقابًا غريبة مثل بلطجية وفلول، وهم فى عرف السماء قتلة ومذنبون أتخيل شهداء الأمم الأخرى على مر العصور يقولون: ما بال مصر يكثر أبناؤها الأبرار فى الجنة وينشرون السعادة التى حرموا من نشرها على الأرض؟ ما بال مصر تترصد فيها الشياطين لكل هؤلاء الشباب الذين يحملون أرواحًا ملائكية أسمى من الحياة على الأرض؟!! ما بال أبناء الموت يكثرون فى مصر؟ بعضهم تكتب له النجاة فى معركة أو اثنتين، ولا يكف عن الجهاد من أجل الخير، فيتحقق موته سعيدًا، أجل الشهداء سعداء أمام عرش الله، ونحن ما أتعسنا لأننا لم نحفظ لمصر وردها وزهورها وعطرها!! أجل الشهداء سعداء أمام عرش الله، المجد مطروح بين أيديهم ونحن سيطاردنا البؤس والشقاء لأننا لم نقتص للأوائل، ولن نقتص للأواخر، والذين يؤخرون القصاص أبواب جهنم فى انتظارهم، والذين لن يعترفوا بالشهداء وسينسبون موتهم لأيدٍ خارجية وعناصر مندسة تنتظرهم أبواب الجحيم مفتوحة، الله يمهل ولا يهمل، وهذه المرة لن يتأخر الله على مصر، لقد بدا أنه تأخر من قبل أربعين سنة، والحقيقة أننا كنا المتأخرين فيما نريد، الآن المصريون يريدون للثورة أن تنتصر، والذين يسوّفون إرادتهم ويرون أنهم أصحاب الحق والحقيقة، لن يطول وجودهم على الأرض، ولن يدخلوا من باب الجنة، أجل أتذكر الآن نهاية قصتى تلك، وكيف علّقت إحدى الصحف على الخبر، بأن الورد القادم للدنيا من قبل الشهداء إنذار بأن ما سيأتى بعد ذلك إذا ضاع القصاص هو النار من الجحيم، لقد رأينا نهاية الطاغية وأكبر رجاله أمامنا، لم ينتظر الله عليهم ليقتص منهم، لأننا تحركنا وفق مشيئته لنغير المنكر الفظيع، وهو استعباد بنى البشر أجمل ما خلق الله، والذى تحرك قبلنا كلنا هم الشباب الباسمون فى حياتهم وموتهم، هم المستقبل الذى أراده الله للبشر، فالله لم يخلق الناس والحياة إلا لتستمر، ولا استمرار لها إلا بشباب الوطن، فانتظروا غضب الله على الأرض أيضًا هذه المرة، لقد قررت السماء منذ انتفض شباب الوطن أن يكون الحساب على الأرض.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مينا

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

ali alkome

مصرتغسل جسدها بدماء ابنائها مسلميها ومسيحيها

عدد الردود 0

بواسطة:

مروان شريف

لاحول ولا قوة الا بالله

عدد الردود 0

بواسطة:

انا

هجاص اخر حاجة

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من الناس

صحيح الشهداء في الاعالي .....لكن من هو الشهيد ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

وحيد فرج

عدم انضباط المصطلحات

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن مصر

اتق الله

عدد الردود 0

بواسطة:

نا نا

الي صاحب التعليق رقم 3

اقول له ان امثالك هم من سيحرقون مصر ايها المتعصب

عدد الردود 0

بواسطة:

انا المصري

مقال اكثر من رائع لمن يتزوق معني الكلام

عدد الردود 0

بواسطة:

مينا

تعليقات جمييييييلة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة