شهدت جامعة الأزهر احتفالاً بتخريج الدفعة الثانية من مركز الأزهر لتعليم اللغة الإنجليزية، ويهدف المركز إلى نشر منهج الوسطية والفهم الصحيح للإسلام عن طريق التواصل والانفتاح على العالم الخارجى، كما يهدف أيضاً إلى تمكين الدعاة من المشاركة الفعالة فى المؤتمرات والحوارات العالمية.
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، للطلاب الأوائل من الكليات الشرعية خريجى المركز البريطانى الدفعة الثانية صباح اليوم الاثنين: "لو كان عندى وقت لجلست معكم فى قاعات المركز، أتعلم اللغة الإنجليزية، فأنا أتقن الفرنسية ولكنى أحتاج إلى الإنجليزية للتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة.
وأضاف شيخ الأزهر فى كلمته للطلاب الشرعيين قبل سفرهم إلى بريطانيا فى بعثات تعليمية، أنه لا يريد منهم دراسة العلوم الشرعية بالحصول على دكتوراه فى الأضحية، وإنما يريدهم أن يحصلوا على درجات علمية فى الحداثة، وما وراء الحداثة والتيارات الحديثة ومناهج البحث العلمى الحديثة والمقارنة بين الشريعة الإسلامية ونظم التشريعات الغربية فلن ينفق الأزهر الأموال حتى يعود الطالب بدرجات علمية يمكن الحصول عليها من مصر دون عناء أو تعب.
ووجه الإمام الأكبر كلامه للطلاب الشرعيين بأن الأزهر يحتاج إليهم حتى يمكن العودة إلى أزهر قوى عابر للقارات، فالأزهر ألقى بنفسه فى قلب الساحة حتى لا يحتاج إلى غيره ليدعمه أو يقويه وإذا استعاد الأزهر مكانته فسوف تستعيد مصر مكانتها أيضا، فلا يليق بالأزهر أن يدير ظهره للحراك العالمى والثقافى بعدما ملك القوة العلمية والمادية، وألا سوف تبتلعه العواصف.
ومن جانبه تحدث السفير البريطانى بالقاهرة، جميس وات مستشهدا بالأحاديث النبوية فى حديثه أمام شيخ الأزهر والطلاب، قائلا: العلماء ورثة الأنبياء الذين لم يرثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ منه بحظ وافر، لذلك فالأمام الأكبر يحرص على التواصل مع كافة المنافذ العلمية انطلاقا من حب الشيخ لأبنائه الطلاب أخذا بقول الرسول محمد "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، والغرب يحتاج إلى نماذج واعية فى ظل حالة سوء الفهم المتبادل الذى أفرز حالة من العداء بين الإسلام والغرب.
من جانبه قال الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، إن رعاية الطالب لا تقتصر على حصوله على شهادة وكمية من المعلومات، بل الرعاية الحقيقية تتمثل فى اعتبار الطالب مشروعا قوميا، يجب رسم خطة مستقبلية للإفادة منه فى ظل الأهداف الوطنية والتوجهات التى تخدم الجامعة.
ويهدف مركز الأزهر لتعليم اللغة الإنكليزية، والذى احتفل بتخريج دفعته الثانية، إلى تدريب الطلاب على اكتساب المهارات اللغوية لتمكينهم من نشر منهج الوسطية والفهم الصحيح للإسلام الذى عُرف به الأزهر، ويأتى إنشاء المركز فى إطار خطوات تسعى إلى تطوير الأزهر ومنهاجه.
السفير البريطانى يستشهد بالأحاديث النبوية فى حضور شيخ الأزهر
الإثنين، 17 أكتوبر 2011 01:51 م