ياسر هنيدى يكتب: ثورة التحرير وتحرير الثورة

من قام بالثورة هل هم من كانوا فى التحرير وقت الثورة؟ هل هم من كانوا يحرسون الشوارع والمنازل والممتلكات والأعراض إبان الانفلات الأمنى أثناء الثورة؟ هل هم المجلس العسكرى الذين قرروا أن اللعبة قد انتهت وطالبوا النظام بالرحيل وأدوا التحية العسكرية للثورة؟ هل هم 6 إبريل؟ هل هم الإخوان المسلمون؟ هل هى الائتلافات التى لا حصر لها ولاعدد؟ أم أنهم أصحاب الاعتصامات الفئوية القميئة كل يوم والثانى؟ ألم يكن عصام شرف مثلا أحد رموز الثورة ثم صار من المغضوب عليهم والضالين؟ أم هم الصامتون الذين يتضرعون إلى المولى إن البلد حالها ينصلح بعد أن بكوا ورقصوا فرحا بالثورة؟ أم هى ثورة الإخوة الأقباط الذين يحاولون جاهدين أن يزرعوا فى خاطر العالم الغربى وأمريكا أنهم مضطهدون ولازم، بل ويجب أن يحرروا أنفسهم من الطغاة السلفيين؟ أم هى ثورة الأخ أبو إسماعيل الذى يحذر ويحذر ويقول للمجلس العسكرى اذهبوا ولكم منا الأمان، بل ونصب نفسه رئيسا لمصر؟ أم هى ثورة الأحزاب السياسية التى لم تقف على مسافة من الاتفاق والشىء الوحيد الذى اتفقت عليه هو ألا تتفق؟ والآن دعونا نحرر الثورة من ميدان التحرير ونجعلها فى مدارسنا ومصانعنا ومزارعنا وسياحتنا وسياستنا واقتصادنا.. كفانا هرجا ومرجا، كفانا انقساما، كفانا فرقة.. دعوا الساسة يعملون ودعوا من تعهد بمدنية الدولة وإجراء انتخابات حرة ونزيهة ودستور جديد غير معيوب ثم انتخابات رئاسية سليمة يمضى فى طريقه.. دعونا ننعم بالسكينة والهدوء.. وقفة مع النفس لبرهة نفكر فيها فيما فعلنا بثورتنا وفيما سوف نفعل ولاعيب ولاضير أن يكون للثورة خطايا، ولكن العيب ألا نحررها من خطاياها.. فإننا نجحنا فى ثورة التحرير وعلينا أن ننجح فى تحرير الثورة من كل من يعتقد أنه وحده صاحب الثورة ومالكها.