يتصور الكثير من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، أن فوزهم بأغلبية مقاعد نقابتى المعلمين، والأطباء، يعنى أن مصر قد دانت لهم، وبالتالى فإن انتخابات مجلسى الشعب والشورى القادمتين مجرد تحصيل حاصل، للإعلان الرسمى عن سيطرة الإخوان على مصر.
باعتقادى المتواضع، أن هذه النظرة الاستعلائية من الإخوان شبيهة إلى حد كبير بموقف الزمالك فى نهائى الكأس، حينما ذهب هو وجماهيره إلى الاستاد باعتبارهم سيحصلون على اللقب قبل أن يلعبوا ففوجئوا بفريق إنبى يخطف اللقب أمام نحو مائة ألف متفرج أبيض فى استاد القاهرة، وملايين أمام شاشة التليفزيون.
ما حدث من فوز إخوانى فى نقابة الأطباء ليس جديدا، ومعروف أن هذه النقابة تخضع لسيطرة الإخوان منذ سنوات، لكن الجديد أن نحو 6 محافظات استطاعت الخروج من سيطرة الإخوان، وأن تيار الاستقلال حقق نحو 30% من مقاعد النقابة العامة، بإمكانيات بسيطة لا تقارن بإمكانيات الإخوان التنظيمية والمالية، وسيطرتهم على نقابة الأطباء منذ أكثر من عشرين عاما.
ولا يمكن أيضا أخذ نقابة المهن التعليمية مقياسا، فهذه النقابة كانت فى الغالب لا تجرى فيها انتخابات حرة، وظلت حكرا على الحزب الوطنى، الذى خرج منها ولم يشارك فى الانتخابات فتركها تسقط مقشرة فى حجر الإخوان.
وعلى الإخوان الانتباه لشىء آخر فى غاية الأهمية وهو أن الجماعة التى كانت تقول إنها تسيطر على الجامعات، لم تستطع ترجمة هذه السيطرة فى انتخابات اتحادات الطلاب بعد 25 يناير، ما يعنى أن جيل الشباب مختلف كثيرا، عن الطبقة الوسطى فى النقابات المهنية التى كان الإخوان ولا يزالون يملكون فيها قدرة تنظيمية كبيرة جدا.
انتخابات مجلس الشعب مختلفة، تتحكم فيها العصبيات والعائلات والقبائل، ورأس المال، والتحالفات السياسية والعائلية، وتلعب البلطجة دورا كبيرا فى حسمها، وكل هذه العوامل المؤثرة لم تتغير وبالتالى على الإخوان الانتباه جيدا.. لأنهم لن يحصلوا على أغلبية البرلمان مهما حاولوا.. ولن يسيطروا على مصر مهما أرادوا.