أعلن مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبى للثقافة والتراث عن استكمال ترجمة سلسلة من الكتب التاريخية الصادرة عن قسم الكلاسيكيات فى مطبعة جامعة كمبردج، تتناول أنشطة حيوية مهمة من منظور ثقافى وبيولوجى فى السياق التاريخى للعصور القديمة، وذلك بالتعاون مع جامعة كمبريدج البريطانية العريقة.
وأكد البيان أن المشروع حصل على حقوق الترجمة والنشر لهذه السلسلة من الكتب، والتى تتضمن: "الطعام فى المجتمع الكلاسيكى القديم للمؤلف بيتر غرانسى"، و"التجارة فى الزمن الكلاسيكى القديم للمؤلف نيفيل مورلى"، و"الصداقة فى العالم الكلاسيكى للمؤلف دايفيد كونستان"، "الزهد فى العالم الإغريقى -الرومانى للمؤلف ريتشارد فين"، و"الأعمال المصرفية والنشاطات المالية فى العالم الرومانى للمؤلف جان أندرو"، و"التقنية والثقافة فى العصور القديمة للمؤلفة سيرافينا كومو".
وتقدم هذه الكتب لوحة متكاملة وفريدة من نوعها لأنشطة مهمة فى حياة الإنسان، إذ تستعرض أبعاداً اجتماعية أساسية فى حياة الإنسان تساعد فى فهم طبيعة المجتمعات القديمة وسماتها الثقافية، ما يجعلها تشكل مدخلاً جيداً لدراسة تلك المجتمعات وصورة مميزة للتاريخ القديم.. كما أن هذه الكتب تكتسب أهميتها بواسطة المؤلفين الذين يعدون خبراء فى الحقول التى يكتبون عنها، علاوة على أنها تلبى احتياجات القراء غير المتخصصين لكونها تقدم أجوبة وافية على التساؤلات المهمة التى تطرحها.
وقد صدر إلى الآن كتابان من سلسلة كامبردج هما "الطعام والمجتمع فى العصر الكلاسيكى القديم للمؤلف بيتر غرانسى"، ويقدم دراسة طريفة حول الطعام من منظور ثقافى وبيولوجى معاً، فهى تتجاوز أصنافه وأشكاله وطرق إعداده أو حتى محتوى قيمته الغذائية من سعرات وفيتامينات...إلخ، لتذهب إلى استقراء السياق الاجتماعى- الحضارى للأغذية، وأبعاد الطعام الذى يتناوله شعب أو طائفة اجتماعية معينة، ودلالاته الصحية والطبقية والثقافية وما إلى ذلك.
والكتاب الثانى هو "التجارة فى الزمن الكلاسيكى القديم للمؤلف نيفيل مورلى" ويتناول كيف دعمت التجارة نمو النفوذ الأثينى والرومانى، حيث ساعدت على تمويل الجيوش والمدن، ووفرت السلع التى كانت النخب القديمة تحتاجها للحفاظ على سيادتها.
ومن الكتب الأخرى التى أعلن عنها مشروع كلمة للترجمة فى معرض فرانكفورت كتاب "الأعمال المصرفية والنشاطات المالية فى العالم الرومانى للمؤلف جان أندرو" يعرض الكتاب رؤية متوازنة متقنة للأعمال المصرفية الرومانية فهو يشرح مدى تطورها، وكيف بقيت الأعمال المصرفية قضية تتعلق بالمصرفيين الأفراد، الذين كانوا يقدمون القروض ويحصلون على الودائع، ما أدّى إلى تقييد المبالغ المالية الموضوعة فى تصرف أى «مصرف» بحدّ ذاته، وإلى إعاقة استمرارية أى نشاط مالى خاص، والذى لم يكن ممكناً من الناحية القانونية أن يستمر لأكثر من حياة الفرد الذى يقوم به. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ معظم القروض التى ذكرت فى الأدبيات اللاتينية كانت بهدف الاستهلاك، ولا يجد أندرو سوى القليل من الوقائع حول القروض لأهداف منتجة؛ فهو يصرح وبوضوح "أنّ الأمثلة المعروفة للقروض المنتجة المتوسطة أو الطويلة الأمد هى قليلة جداً".
وكتاب "التقنية والثقافة فى العصور القديمة للمؤلفة سيرافينا كومو"، يضع هذا الكتاب المعرفة التقنية القديمة فى سياقها السياسى والاجتماعى والفكرى، ويستخدم كثرا من المصادر، بدءاً من البحوث التقنية إلى النصوص الفلسفية حتى أعمال المؤرخين والكُتَّاب المسرحيين، فضلاً عن الأدلة النقشية والأثرية، لكى يبنى صورة جدلية للتقنية القديمة. وفى غضون ذلك، تعرض المؤلفة الدكتورة سيرافينا كومو العديد من الرؤى القديمة، وتحللها وتفحص تفاعلها، وفى المجمل تدفع كومو بأن التقنية كانت مركزية فى صورة العالم القديم، وأنها كانت ذات أهمية كبيرة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ودينياً.
أما كتاب "الزهد فى العالم الإغريقى -الرومانى للمؤلف ريتشارد فين"، فيقدم المؤلف من خلاله دراسة مفصلة عن كيفية امتناع الناس عن الطعام، والشراب، والعلاقة الجنسية، والنوم، وجمع الثروات، والهدف الكامن من خلف ذلك السلوك، وكيف أثروا على الآخرين فى العالم الإغريقى الرومانى، فالزهد يتمثل فى التقشف وعدم الالتفات إلى مغريات الحياة، وكذلك السيطرة على النفس، وكبح شهواتها، مع نكران الذات ليصبح الفرد أو الجماعة فى علاقة قرب مع المقدس. وتحظى ممارسات الزهد ومُثله الثقافية العليا بأهمية عند الوثنيين والمجوس واليهود والمسيحيين بمختلف أطيافهم.