هو أشبه بلعبة الحاوى الذى يقف فى أحد الميادين ليستعرض قدارته فى اللعب مع الثعابين يتلوى معها تارة ويراقصها بالمزمار تارة أخرى، أو كأنك تقف لتشاهد عرض البيانولا، الذى يبدأ صاحبها بعبارته الشهيرة لجذب المشاهدين حوله " قرب.. قرب.. واتفرج"، هكذا بدأ عرض "عودة الفلاح الفصيح" لفرقة السويس لمسرح الشارع الذى أقيم مساء أمس أمام قصر ثقافة السويس فى ختام الدورة التدريبية لمسرح الشارع بحضور قيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
ارتدى العارضون ملابس بألوان علم مصر، وألقى عرضهم الضوء على الهموم والمشاكل التى تعانى منها مصر قبل الثورة وبعدها، واختتموا عرضهم بمشهد عبر عن حالة الارتباك التى يعيشها الشارع السياسى، والتخبط فى الآراء بين الأحزاب والاختلافات وفجأة خرجت طفلة لم تتجاوز الأعوام العشرة وتقول بصوت عالِ "أنا مش فاهمة حاجة" لتكون هذه الطفلة تعبيراً عن المستقبل الذى يريد أن يفهم مستقبل مصر إلى أين؟ ليعرفوا مصائرهم ومستقبلهم وما ينتظرهم؟.
لم تغفل فرقة "صعاليك المسرح المصرى" فى عرضها العزف على الوتر الحساس فى مصر وهو الوحدة الوطنية، فى أغنيتها "أنا شوفت محمد ويوحنا ساندين فى قلوبهم وطنا"، ويعد هذا النوع من المسرح رهانا للمبدعين الذين ظلوا سنوات طويلة مهمشين، حيث قهروا واعتقلوا وعذبوا، حسبما قال مخرج الفريق محمد الجناينى، الذى بدأ هذه التجربة بمحافظته السويس منذ أكثر من 15 عاماً وكلما جلس مع مدير قصر ليعرض فكرته وجد رجال الشرطة فوق رأسه، مؤكدا أنه وأعضاء فرقته تعرضوا لأكثر من 38 حالة سحل واعتقال وحبس ولكنهم كانوا مصرين على الدفاع عن رسالتهم.
وعلى جانب آخر قام أعضاء الورشة التدريبية بتقديم عرض كنتاج لورشتهم اعتمد على فكرة الحكى على طريقة السيرة الهلالية التى تستهل أى قصة بذكر النبى عليه الصلاة والسلام، بدأت حكايتهم بوصف حال المكان الذى اختارته الهيئة لهم للإقامة فيه بمحافظة السويس الذى عرف باسم "قرية الحجاج"، وحسب وصفهم ظنوا أنهم سيأخذون ثواب نص حجة إلا أنهم تفاجأوا بوجود بحيرة صناعية صغيرة تحيط بالمبنى من صنع الصرف الصحى، فيما تناولت باقى مشاهد العرض بعض القضايا الحاضرة على الساحة، من المتاجرة بالدين وفساد التعليم، ومشهد محاكمة مبارك، وتضحية الشباب المصرى من أجل كرامته وكرامة بلده إلا أنه فى النهاية لا يجد سوى الغدر والخيانة والإهانة والظلم من الحكومة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة