سفير بريطانيا بالقاهرة: أحداث ماسبيرو أحدثت صدمة فى العالم

أكد جيمس وات، سفير بريطانيا لدى القاهرة، أن حالات الوفاة الناتجة عن العنف الذى وقع الأحد الماضى فى القاهرة أثناء المصادمات بين المتظاهرين الأقباط وأفراد من الجيش ومهاجمين مسلحين غير معروفين، تسببت فى هزة قوية فى النقاش السياسى بمصر، وأحدثت موجات من الصدمة عبر أنحاء العالم.

وتساءل وات فى مدونته تحت عنوان "سرطان الكراهية"، كيف يقع حدث مثل هذا فى بلد الغالبية العظمى من السكان فيه يؤمنون بالتسامح الدينى والعلاقات السلمية داخل المجتمع ويعيشون هكذا فعلا؟ وقال وات فى المدونة "تسببت حالات الوفاة الناتجة عن العنف التى وقعت يوم الأحد الماضى، فى القاهرة فى مصادمات تتضمن متظاهرين أقباطا وأفرادا من الجيش ومهاجمين مسلحين غير معروفين هزة قوية فى النقاش السياسى بمصر، وأحدثت موجات من الصدمة عبر أنحاء العالم، كيف يقع حدث مثل هذا فى بلد الغالبية العظمى من السكان فيه يؤمنون بالتسامح الدينى والعلاقات السلمية داخل المجتمع ويعيشون هكذا فعلا؟ وكما مع جميع الصدمات، تلقى الأسئلة التى تثيرها ضوءا جديدا لأشياء كانت موجودة دائما، ولكن كان يتم تجاهلها وإنكارها، فى هذه الحالة كان ذلك هو الخوف العميق لمسيحيى مصر من الانحياز المنهجى ضدهم وحرمانهم من حقهم فى الحماية المتساوية من قبل الدولة والمساواة أمام القانون".

وأضاف وات "تبين صحافة اليوم فى القاهرة السلسلة الطويلة من أحداث العنف ضد الأقباط التى ظلت بلا سيطرة على مدى سنين عديدة. كان يجب ألا يحتاج المتظاهرون الأقباط الشباب لأن يشعروا بالاضطرار لإعلان احتجاج مجتمعهم على الانعدام المستمر للأمان، ولا لفعل ذلك بطريقة سمحت لمتطرفين إجراميين بإثارة صراع دموى بينهم وبين الجيش، الذى كان جنوده هناك فقط للحفاظ على النظام " .

وأشار السفير البريطانى إلى أن الحكومة "تحركت بسرعة وأعلنت أنها سوف تصحح التمييز القانونى ضد مسيحيى مصر، ووعدت بإجراء تحقيق فى أحداث 9 أكتوبر، يجب تنفيذ المساواة أمام القانون عمليا بواسطة المحاكم ومسئولى الحكومة، وأعتقد أيضا أن هناك المزيد الذى يجب فعله لشجب وإدانة الاتجاهات البغيضة التى تتسبب فى خلق التحامل الطائفى واحتقار حقوق الإنسان، إن مصر لديها وفرة من القيم الأخلاقية والاجتماعية الراسخة فى ثقافتها المسيحية والإسلامية التى ترفض الكراهية المفتقدة للعقل التى تتخذ الطائفية شكلا لها. هذه الكراهية غريبة على مصر وغريبة على الدين الحق، إنه السلوك الذى يحتقره كل الأشخاص المتحضرين وسيتحدون لمقاومته".