أكد الرئيس اللبنانى الأسبق، أمين الجميل، عقب لقائه اليوم وزير الخارجية محمد عمرو، أن مصر قادرة على تجاوز الأحداث الأخيرة لما لمسه من قلق لدى المسلمين قبل الأقباط ورغبة صادقة لدى المسئولين المصريين لوضع حد لتلك الأعمال والتصميم على ألا تقع مصر فى تجربة الصراعات الطائفية التى ستضر بالجميع.
وردا على سؤال "لليوم السابع" حول مغالاة بعض الدول الغربية فى تحذيراتها من نشوب حرب أهلية بين المسلمين والأقباط على خلفية أحداث ماسبيرو، قال الرئيس اللبنانى الأسبق "م نشعر بذلك.. الأحداث التى شاهدناها فى مصر غير مستحبة على الإطلاق وأقلقت المصريين وغير المصريين، كما أقلقت المسلمين قبل المسيحيين، ولمسنا لدى المسئولين فى مصر رغبه صادقة وفعالة لوضع حد لمثل هذه الأعمال، مضيفا: سمعنا عن وجود عناصر مندسة فجرت الأمور وهناك تحقيق جار فى هذا الإطار".
وقال الجميل:"نحن نعول على نضج المصريين ووعيهم بالمسئولية الوطنية والإنسانية الكاملة، ومصر سوف تتجاوز هذه الأحداث إلى سياسة جديدة لوضع جديد يقوم على استيعاب كل مكونات الشعب المصرى وحرية المعتقد الدينى ومشاركة كل الأطراف فى رسم مستقبل مصر ونظام الحكم فيها، مشيرا إلى أن جميع الأطراف التى التقاها فى مصر لديها رغبة حقيقية وتصميم على ألا تقع مصر فى تجربة الصراعات الطائفية التى ستضر بالمسلمين والمسيحيين على حد السواء.
وردا على سؤال حول وجود علاقة بين زيارته للقاهرة واجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم بمقر الجامعة العربية لبحث الوضع فى سوريا نفى الجميل وجود أى علاقة، مشيرا إلى أن زيارته لمصر كانت مقررة قبل الدعوة لهذا الاجتماع وأنها شملت لقاء عدد من القيادات بجامعة الدول العربية والقيادات المصرية متمثلة فى وزير الخارجية والبابا شنودة وشيخ الأزهر.
وأوضح أنه بحث مع وزير الخارجية الأوضاع العربية بصفة عامة والاتفاق على ضرورة التفاهم على إطار يخدم الثورات العربية حتى تؤسس نظاما عربيا يحقق الحرية والمساواة والديمقراطية، ويستوعب كل مكونات المجتمع فى هذه الدول ويحقق مبادئ حقوق الإنسان ويستوعب الأقليات ويضمن المشاركة الحقيقية والمساهمة فى خلق نمط العمل السياسى الجديد، مؤكدا أن العالم العربى يؤثر بعضه على بعض.
وعن احتمالية حدوث حرب أهلية فى سوريا ومدى تأثير ذلك على لبنان قال الجميل:"نحن لا نتمنى أن تحدث حرب أهلية فى أى بلد عربى لأنه هذا الموضوع يشكل مأساة للمجتمع والإنسان العربى، ونأمل أن يستقر الوضع فى سوريا وأن تتحقق نقلة نوعية حيث تعم الحرية والديمقراطية وتتوقف هذه النوعية من الممارسات ضد المواطن السورى، وأن تتحرر سوريا من هذه القيود والأجواء المفروضة على الشعب السورى منذ عقود، بعيدا عن الحرب الأهلية وإراقة مزيد من الدماء.
وحول ما ذكره بطريرك الكنيسة المارونية فى لبنان بشارة الراعى عند توصيف الوضع فى سوريا بأن على المسيحيين أن يفاضلوا مابين السيئ والأسوأ قال: الموضوع لا يتعلق بما يحدث فى سوريا لأن هذا الأمر يحدث فى ليبيا واليمن وغيرهما، فالموضوع أشمل من الوضع فى سوريا، موضحا الذى كان يعنيه البطريرك هو أن المفروض تجاوز كل هذه المحن.. لا يوجد حل كامل ومثالى فى الوقت الحاضر ولابد من حلول على مراحل حتى ولو فى المرحلة الأولى قبلنا ببعض الخطوط المتواضعة من أجل الوصول إلى حل كامل، لافتا إلى أن الثورات العربية عامل عربى جديد وشامل يتعدى الدول وهو ما طرحه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصرى وأكدنا على ضرورة إيجاد شرعية جديدة تنطلق من بعض الشعارات التى أطلقتها الثورات العربية الداعية إلى الديمقراطية وحرية الإنسان والمعتقد، مشيرا إلى أن هذه الشرعية يمكن أن تؤسس لسياسة عربية جديدة تكرس طموحات الثوار العرب.
وعن ثمة انفراجة فى ملف تمويل المحكمة الدولية المعنية بكشف حقيقة الاغتيالات السياسية التى تعرض لها لبنان وأبرزها اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى قال الجميل:"للأسف لم نجد بعد أى مؤشرات إيجابية أو بوادر لحل هذه المشكلة لأن هناك أطرافا موقفها عبثى وسلبى للغاية ولا تريد العدالة فى لبنان أو الإنصاف وإحقاق الحق، وهذا يتناقض مع مصلحة لبنان وأبسط قواعد العدل ومساواة الجميع أمام القانون والقضاء.
رئيس لبنان الأسبق: لمسنا قلق المسلمين قبل الأقباط من أحداث ماسبيرو
الأحد، 16 أكتوبر 2011 01:06 م
الرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميل أثناء لقائه بوزير الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة