تمر العلاقات الأمريكية الإيرانية بمرحلة جديدة من توجيه الاتهامات تمثلت فى توجيه أمريكا لإيران اتهامات مباشرة بالتخطيط لاغتيال السفير السعودى لدى واشنطن عادل الجبير، وهو اتهام ربما يحمل فى طياته أهدافا وتصعيدا على المستوى الإقليمى والداخلى لإيران، وربما يشير إلى تفكير أمريكى فى توجيه ضربة عسكرية لها.
استبعد دكتور عادل عبد المنعم سويلم أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس أن توجه الولايات المتحدة الأمريكا لإيران ضربة عسكرية لأن أمريكا تحسبها قبل الدخول فى أى حرب، وأعتقد أن إيران لديها من الأوراق التى تلعب بها.
ورأى أنه من الممكن أن تفتعل أمريكا حربا بالوكالة بمعنى أنها تدفع دول الخليج فى المواجهة مع إيران لتكوين حلفا ضد إيران مناصراً لأمريكا.
وفى رأيه قال سويلم إن قضية توجيه اتهام هكذا لإيران هى مسألة مدبرة تم توجيهها بشكل معين لاتهام إيران، وبث الرعب فى دول الخليج من إيران وموضوع هيمنتها فى المنطقة وتدخلها فى شئون الدول العربية.
لكنه رأى أنه يجب أن ننظر للوضع بشكل معكوس، فتسريبات ويكيليكس كشفت عن تحريضات من قبل السعودية لأمريكا لشن هجمة عسكرية على إيران، فهو يظن أن السعودية سوف تتعامل مع الموقف، كما تعاملت إيران مع تسريبات ويكيليكس واعتبرتها بلا قيمة.
ويرى أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس أنه سوف يحدث تضامن مع السعودية ضد إيران، وهو ما سوف يؤدى إلى موافقة دولية وخليجية وعربية على زيادة العقوبات على إيران.
وأعتقد أن القيادات السياسية فى إيران لن تضاعف التوتر باللعب بورقة الشيعة فى البحرين رداً على الاتهام الأمريكى لها، لأن إيران لن تفرط فى التقارب مع دول الخليج.
فيما أشار الدكتور مدحت حماد، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة طنطا، إلى أن القضية كلها مؤشر على التصعيد ضد إيران وممارسة ضغوط سياسية على مستوى دول الجوار وزعزعة الثقة الإقليمية فى النوايا الإيرانية، واستبعد أن يكون هناك تصعيد عسكرى ضدها.
ونفى تأثّر العلاقات العربية الإيرانية قائلا: إلا لو ثبت صحة الأمر فحتى الآن لم يصدر رد فعل خليجى واضح وحاسم تجاه القضية، ويرى أن دول الخليج سوف تنتظر إلى حين انتهاء التحقيقات التى تجريها السلطات الأمريكية، لكن فى حالة ثبوت القضية فستختلف وأول خطوة ستقوم بها السعودية هى قطع علاقاتها بإيران.
وأكد أن الأهداف الأمريكية من طرح هذه القضية هى التصعيد بالإضافة إلى حرمان سوريا من استقرار الأوضاع بالنسبة للحليف الإستراتيجى لها وهى إيران، ومحاولة تصدير الأزمة إلى إيران على المستوى الإقليمى والداخلى.
ورأى حماد أن أمريكا تظن أن طرح مثل هذه الادعاءات سوف يؤثر على دعم إيران لسوريا وهو ظن خاطئ لأن الدعم الإيرانى السورى مسألة حياة أو موت لنظام بشار الأسد، وإيران عندما تجد البديل السورى لبشار الأسد أظن أنها سوف ترفع يدها عن بشار.
وقال أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة طنطا، إن إيران لن ترد على مثل هذه القضايا باللعب بورقة الشيعة فى البحرين مثلا لأنه سوف يضر المنطقة أكثر وأكثر.
ودعا حماد إيران والسعودية إلى إجراء محادثات مباشرة تعتمد على الشفافية لإظهار الحقيقة لكى تكون هذه الاتهامات أسفيناً فى العلاقات الإسلامية الإسلامية أو فى العلاقات العربية الإيرانية، والمهم أن تتروى السعودية فى إصدار أحكام استباقية على إيران ومن المهم أن تخرج إيران لتعلن حقيقة الأمر.
خبراء يستبعدون توجيه أمريكا "ضربة عسكرية" لإيران
الأحد، 16 أكتوبر 2011 01:32 م