تستعد تونس خلال أيام للدخول فى مرحلة جديدة من الديمقراطية لتتوج ثورتها التى انطلقت فى 14 يناير الماضى لتعلن بدء طوفان ثورات الربيع العربى من خلال انطلاق انتخابات المجلس التأسيسى التونسى والذى يعد الخطوة الأولى نحو بداية عصر جديد لهذه الدولة بعد سقوط نظام بن على.
وتنشغل الأحزاب التونسية الآن بالإعلان عن مختلف برامجها لكسب أكبر عدد من الناخبين، حيث تشهد الساحة السياسية فى تونس صراعا ما بين أحزاب قررت خوض انتخاباتها بشكل مستقل أو تكوين ائتلافات كما هى الحال بالنسبة لفلول الحزب الحاكم المنحل، الذى قرر تكوين تكتل سياسى يدخل من خلاله الانتخابات مرة أخرى.
أما بالنظر للشعارات الانتخابية التى اتخذت حتى الآن تجد أن صوتا واحدا يعلو فيها هو صوت بناء تونس الجديدة فلم نجد أيا منها يتلون لخدمة فكر سياسى أو دينى معين، فمثلا حركة النهضة الإسلامية ترفع شعارات "أوفياء صادقون"، "حرية.. عدالة.. تنمية"، فيما رفع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية شعار "السيادة للشعب.. الحرية للمواطن.. الكرامة للدولة".
ومع بداية يوم 23 أكتوبر المقبل يختار الشعب التونسى الشخصيات التى ستقوم فيما بعد برسم مستقبل دولتهم من خلال وضع دستور جديد، كما تتمثل مهمته الأساسية فى تعيين السلطات التنفيذية لحين الانتهاء من صياغة الدستور وتنظيم انتخابات جديدة، وسيضم المجلس 218 مقعدا من بينها 19 مخصصة لتمثيل التونسيين المقيمين فى الخارج.
يخوض هذه الحملة أكثر من 100 حزب إلى جانب الشخصيات المستقلة، حيث يتجاوز عدد مرشحى الحملة ككل 10 آلاف مرشح موزعين على 1328 قائمة.
وبعض الأحزاب والحركات السياسية بدأت تحظى بدعم من الشارع التونسى، فمثلا هناك توقعات قوية بفوز حركة النهضة الإسلامية التى يرأسها راشد الغنوشى، والتى تعد الأكثر نشاطا وتنظيما فى هذه الانتخابات فى توزيع مرشحيها على مختلف الدوائر،كما أن شباب الحركة يقومون بالدعاية جيدة لها من خلال الموقع الاجتماعى "الفيس بوك" ويأتى إلى جانب حركة النهضة حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" الذى يرأسه المفكر السياسى منصف المرزوقى أحد المُبعدين خلال عهد بن على والذى عاد إلى تونس مرة أخرى يوم 18 يناير 2011 معلنا نيته فى الترشح لرئاسة الجمهورية التونسية.
حزب العمال الشيوعى يعد أيضا أحد أبرز الأحزاب الموجودة على الساحة التونسية فهو أحد أكبر وأقدم الأحزاب التونسية تأسس عام 1986 ويخوض الحزب انتخابات المجلس التأسيسى باعتبار أنها الخطوة الحقيقية التى فرضها الشعب التونسى على حكم استمر لسنوات من الظلم والاستبداد، حيث انطلق الحزب فى حملته الانتخابية من العاصمة، مؤكدا أنه دعا إلى تأسيس هذا المجلس منذ أكثر من 20 عاما.
وبرغم نجاح الثورة التونسية فى إسقاط حكم بن على وحل حزبه الحاكم "التجمع الدستورى الديمقراطى" إلا أنها لم تسلم ممن وصفوا بالفلول الذين فرضو أنفسهم على الساحة التونسية بأسماء أحزاب جديدة يأتى على رأسهم وزير الخارجية السابق كمال مرجان، الذى أسس حزب المبادرة وأعلن خوضه الانتخابات، واستفز الشعب التونسى أكثر بتأكيده فى مقابلة مع "رويترز" أنه سيحصل على 15 أو 20 مقعدا فى المجلس التأسيسى وأن إقصاء التجمعين من الساحة السياسية خطأ كبير.
ويدخل حزب مرجان ضمن تحالف دستورى يضم كلا من حزب المستقل ورئيسه محمد الصبحى والحزب الإصلاحى الدستورى الذى يرأسه فوزى اللومى وحزب الوطن ويرأسه محمد جفام.
إلا أن شباب الفيس بوك التونسى الذى دعا فيما قبل لانطلاق الثورة يقف لهم بالمرصاد، حيث يلقبونهم بـ"عصابة التجمع المنحل" فى إشارة إلى الحزب الحاكم فى عهد بن على، رافعين شعار "احذروهم" لتنبيه الشعب التونسى من انتخابهم ومطالبين بانتخاب الأحزاب السابقة أو بعض الشخصيات التونسية المستقلة مثل القاضى مختار اليحياوى، المحامى الشريف عبد الناصر العوينى، الصحفى زهير مخلوف وغيرهم.
تونس تبدأ أول انتخابات "الربيع العربى".. توقعات بفوز حركة النهضة الإسلامية.. وفلول "بن على" يفرضون أنفسهم على الساحة بأسماء جديدة.. "المؤتمر من أجل الجمهورية" و"العمل الشيوعى" الأحزاب الأبرز
الأحد، 16 أكتوبر 2011 03:08 م