لم يعد مقبولا هذا الاختفاء لوزارة الداخلية، كسرت الداخلية وهزمت يوم 28 يناير 2011، يوم جمعة الغضب، لكن مر الآن أكثر من تسعة شهور، كان من الواجب أن تعود فيها الداخلية بروح جديدة وأن تتواجد لتؤدى دورها.. غياب الداخلية، على هذا النحو يعنى أن يتورط أفراد القوات المسلحة فى مهام ليست مهامهم، ويتواجدون فى مواقع يجب أن يكون غيرهم - رجال الداخلية - هم الموجودين بها، وأمامنا ما جرى أمام ماسبيرو يوم الأحد الدامى.. فلم نسمع كلمة من الداخلية أو عنها، القوات المسلحة تقف أمام التليفزيون والإعلام له دوره ورئيس مجلس الوزراء يتفقد موقع الحادث فى وقت متأخر من الليل، ولا نجد وزير الداخلية معه ولا إلى جواره ولا وزير العدل.. وهما من يخصهما الأمر فى المقام الأول. طوال هذه المدة لم نسمع تصريحا ولا تعليقا للسيد وزير الداخلية ولا السيد مدير أمن القاهرة ولا مدير الأمن العام، فضلا عن جهاز الأمن الوطنى، اختفت وزارة الداخلية بجميع أجهزتها وقياداتها، واستنام رجالها إلى أن الشعب يكرههم أو يرفضهم، على الأقل، وهذا ليس نهاية العالم.
الجيش المصرى هزم فى 5 يونيو 1967م وبعدها كان الضباط والمجندون يصعدون وسائل المواصلات بالملابس المدنية خوفا من رد فعل المواطنين العاديين، وانتشرت وقتها قصيدة أحمد فؤاد نجم الشهيرة فى التنديد برجال الجيش، ومع ذلك لم تمض ثلاثة شهور، حتى كان الفريق فوزى ومعه الفريق عبدالمنعم رياض قد شرعا فى إعادة بناء القوات المسلحة، والأهم إعادة بناء الصورة الذهنية لها ولرجالها لدى الرأى العام، وقامت بعض الوحدات بعمليات رد اعتبار وكرامة للمقاتل المصرى أمام العدو الإسرائيلى وهى العمليات التى تطورت فيما بعد لتكون حرب الاستنزاف. بالنسبة للداخلية الأمر مختلف - لم يحدث شىء حتى الآن، ونشعر جميعا بغياب الأمن، حوادث سرقة السيارات فى ازدياد، ترويع المواطنين يتسع يوما بعد يوم، والهمس يتزايد أن رجال الداخلية يتعمدون إذلال الشعب المصرى وتركيعه أمامهم انتقاما مما حدث لهم يوم 28 يناير. وهناك بعض الكتابات أخذت تتهم بعض ضباط الداخلية الذين أبعدوا عن العمل بأنهم وراء هذه العمليات.
وزير الداخلية منصور العيسوى يقول كلاما طيبا ولكن لم نجد على أرض الواقع شيئا.. ما الذى يؤخر عودة الداخلية؟
إن كان المصريون كرهوا الوزارة، لكن لا يصح أن تترك مصر بلا وزارة داخلية أو جهاز يحفظ أمنها الداخلى، هذه ليست مهمة القوات المسلحة ولن تكون، ومن الخطر والخطأ أن تبقى قوات الجيش وسط المدنيين مدة طويلة.. يوم الأحد فى نفس توقيت أحداث ماسبيرو، كان هناك أفراد من القوات المسلحة يصطفون أمام وزارة البترول بمدينة نصر، ربما بسبب احتجاجات بعض العاملين بها، والواقع أن ذلك واجب ودور الداخلية وأفرادها أو الأمن الخاص بوزارة البترول.
عصر السبت الماضى وأمام الجامع الأزهر تشاجر سائقا تاكسى، فتعطل المرور بالشارع، ويقف اثنان من رجال المرور لم يجرؤ أحد منهما، أن يحرر مخالفة ولا أن يطلب من السائقين فتح الشارع، والكل يستمع إلى السباب والتهديد المتبادل بين السائقين، والكل ينظر إلى رجلى المرور ماذا يفعلان ولماذا يقفان؟!
إجحام الداخلية عن الظهور والتواجد يعنى أنهم ليسوا مستعدين للعمل بغير عقلية وسياسة حبيب العادلى وزكى بدر وعبدالحليم موسى، وذلك أمر يجب مناقشته والبت فيه. للشرطة وقفات ولحظات مشرقة فى تاريخ هذا البلد، وحين كانوا يعملون فى إطار من القانون وجدنا إنجازات رائعة لهم، وفى المواقف الوطنية كان حضورهم قويا، ولنتذكر يوم 25 يناير 1952 حيث دافع رجال الشرطة فى الإسماعيلية ببسالة عن كرامة هذا الوطن.
غياب الشرطة حتى اليوم غير مفهوم وغير مبرر، وقد تأخرت عودة الأمن كثيرا واتسع النشاط الإجرامى وانتشر السلاح بين المواطنين .
ابحث عن وزارة الداخلية.. أين اختفت؟.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
dr.M.said
بصراحة ومن غير زعل فية وضع غلط عاوز يتصلح فى الداخلية
عدد الردود 0
بواسطة:
MOHAMD ALLY
نعم تسطيع
عدد الردود 0
بواسطة:
ضابط و افتخر
حط نفسك مكانه
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام الحفناوي
ياناس في وزارة داخلية تايهه اللي يلاقيها يتصل على اللجان الشعبية ولاد مصر بجد...
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد من الناس
لم تختف ولكننا تعامينا عن اخطائنا
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو نور
وسيلة ضغط
عدد الردود 0
بواسطة:
ارحمنا من الكلام المغلوط
الامن المركزي كان موجود في ماسبيرو