يفتتح اليوم، السبت، مهرجان أبو ظبى السينمائى "عروض الهواء الطلق" المجانية للعموم، والتى تقام على شاطئ فيرمونت باب البحر، بالفيلم السويدى "شرق ستوكهولم" للمخرج سيمون كايسير دا سيلفيا، ومن بطولة الممثلين الإسكندنافيين المعروفين عالمياً ميكائيل برسبراندت، الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم "فى عالم أفضل" الذى عرض العام الفائت فى مهرجان أبوظبى السينمائى، وإيبن هيلى.
وبعرض مميز فى الهواء الطلق افتتحت بالأمس الدورة الخامسة لمهرجان أبوظبى السينمائى المقامة فى الفترة من (13 وحتى 22 أكتوبر) بالفيلم الكندى "السيد لزهر"بحضور مخرجه فيليب فالاردو. ويأمل المهرجان من خلال هذه العروض الشاطئية تقديم تجربة جديدة فى موقع جديد، تحملها سينما الهواء الطلق فى فيرمونت باب البحر، حيث الواجهة البحرية الأخاذة والإطلالة على بعض من أجمل المعالم فى أبوظبى. وسبق هذا العرض مراسم السجادة الحمراء التى تلألأت بنجوم من الخليج مثل هدى الخطيب جناح، والدكتور حبيب غلوم، وهيفاء الحسين، ومحمد المنصور، وآخرين. كما حملت السجادة الحمراء هذا العام بعضاً من أبرز وجوه السينما العربية مثل بشرى وخالد أبو النجا، وسامى قفطان، وفارس الحلو، وماهر صليبى، والنجم الكبير محمود عبد العزيز، بالعودة إلى فيلم الافتتاح الذى اختير ليمثل كندا فى ترشيحات أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية 2012. يمضى "السيد لزهر"، من بطولة الجزائرى محمد فلاج، فى ثنايا الفقدان والخيبة ومعهما الشفاء من الألم والاحتفاء بالحب. يحكى الفيلم المأخوذ عن مسرحية من تأليف إيفلين دى لا شينيليير قصة لاجئ جزائرى اسمه بشير لزهر يصبح معلماً بديلاً لمجموعة من الطلاب المصدومين بعد انتحار معلمتهم فى المدرسة. يلعب السيد لزهر دور المساند والمرشد لهؤلاء الأولاد، بينما يسعى إلى التعايش مع مأساته الشخصية المروعة.
يقدم هذا الفيلم بعد عرضه فى مهرجان لوكارنو السينمائى، وتواصل الدورة الخامسة عروضها وفعالياتها، حيث نشهد اليوم وضمن الفعاليات الخاصة جلسة نقاشية بعنوان "صناعة السينما فى أبوظبى" التى تقام فى فيرمونت باب البحر، قاعة الصقر، حيث يقدم مملثون عن بعض أبرز المنظمات التى تقف وراء نمو صناعة السينما فى أبوظبى موجزاً عن مبادراتهم فى هذه الجلسة النقاشية.
كما أنهم يستكشفون الفرص المتاحة والتحديات التى تواجه صناع السينما الساعين إلى تمويل وإنتاج أفلام طويلة فى أبوظبى ومنطقة الخليج، ويناقشون أيضاً فى ما هو مطلوب لمواصلة نمو السينما فى الإمارات. يتضمن المشاركون محمد العتيبة، مدير "إيماج نايشن أبوظبى"؛ دافيد شيبهيرد، مدير لجنة أبوظبى للأفلام؛ واين بورغ، نائب رئيس تو فور 54؛ ومارى بيير ماسيا، مديرة صندوق سند للأفلام، التابع لمهرجان أبوظبى السينمائى. وبمراسم السجادة الحمراء فى مسرح أبوظبى يقدم هذا المساء عرضين احتفاليين لفيلمين يتبعهما حوار مع مخرجى الفيلمين وبعض من نجومهم.
العرض الاحتفالى الأول سيكون لفيلم "دجاج بالبرقوق" للمخرجين مرجان ساترابى وفنسان بارانو، المشارك ضمن "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة"، ويقدم حكاية سحرية محمومة عن عازف شهير على آلة الكمان وفقدانه الحب الحقيقى، وما تؤول إليه حاله بعد المصير العنيف الذى تواجهه آلته الموسيقية الغالية على قلبه. يحضر مع الفيلم على السجادة الحمراء الممثلة ماريا دى ميديروس والمخرج مرجان ساترابى. وأيضاً نيكولاس جودين وجان بينوا دانكل، ثنائى الفرقة الموسيقية الفرنسية "آير" ومؤلفى الموسيقى التصويرية لفيلم "رحلة إلى القمر".فى حين يخصص العرض الاحتفالى الثانى لفيلم "منتصف شهر مارس" إخراج جورج كلونى، ضمن قسم "عروض السينما العالمية"، والذى يدور حول مشقات الحياة الأمريكية العامة، مع مجموعة من النجوم من بينهم كلونى نفسه، وفيليب سايمور هوفمان، وبول جيماتى، وجيفرى رايت، وريان غوسلينغ، إضافة إلى إيفان راشل وود التى سترافق عرض الفيلم، ويحضر معها كضيف خاص على السجادة الحمراء الممثل الهندى سيف على خان، الذى اختارته دار جيجر – لوكولتر (الشريك الأساسى للمهرجان) لتقدم له جائزة "المجد للممثل".
كما تشهد عروض المسابقات تقديم العرض الدولى الأول لاثنين من الأفلام، يأتى أولهما ضمن "مسابقة آفاق جديدة" وهو الفيلم الهندى "صدقة الحصان الأعمى" إخراج غورفندر سينغ المأخوذ عن رواية جورديال سينغ التى تحمل العنوان نفسه، يقودنا شريط غورفندر سينغ الأول هذا إلى قرية فى باتيندا بإقليم البنجاب، حيث البؤس والظلم الفادح. حيث وتحت سطح الأحداث المباشرة تلتقط كاميرا سينغ آثار هذا البؤس مرتسماً على وجوه الناس وفى عيونهم وصمتهم البليغ.أما الفيلم الثانى الذى يقدم فى عرضه الدولى الأول فيندرج ضمن "مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة" وهو الفيلم الأمريكى "مدينة القتال" من إخراج بترا ايبرلين ومايكل تاكر الذى يكشف وجهاً آخر من وجوه أمريكا وخرافة أو حقيقة «أرض الأحلام»، وذلك من خلال «الرياضة» التى تعرف باسم «فنون القتال المتعددة»، لكنه لا يقوم على التمثيل المسرحى كما فى «المصارعة» التلفزيونية، بل على القتال العارى والحقيقى، الذى يمكن أن تكون نتائجه مدمرة فى كثير من الأحيان، إن لم يكن على حلبة المصارعة، فعلى حلبة الحياة نفسها. وضمن الوثائقى أيضاً يحضر فيلم "التحرير 2011 - الطيب والشرس والسياسي" إخراج تامر عزت، أيتن أمين، و عمرو سلامة، ويشكل الفيلم حالة إبداعية حقيقية لعمل فنى يرصد ويحلل، حيث يقدم المخرج «عزت» الشعب «الطيب» الذى تحمل الكثير.
وتعرض «أمين» وثيقة إدانة ضد الشرطة وجهاز الأمن مؤكدة ضلوعهما فى جريمة قتل المتظاهرين.
أما الجزء الثالث والذى أخرجه «سلامة» باسم السياسى فاستعان بوصفة كيف تصبح ديكتاتوراً.فى حين تستكمل "مسابقة آفاق جديدة" عروضها لليوم مع الفيلم المغربى "أيادٍ خشنة" للمخرج محمد العسلى الذى يعود بعد انتظار سبع سنوات منذ أخرج فيلمه الروائى الأول «الطيور لاتحلق فوق الدار البيضاء»، ليواصل المسعى نفسه، انطلاقا من قصة تدور أحداثها فى مدينة الدارالبيضاء وتنتقل بين طبقات المجتمع العليا ومستضعفى الطبقات الدنيا فى المجتمع. وضمن عروض "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة" أيضاً يقدم اليوم الفيلم الحائز على منحة "سند" "بيع الموت" للمخرج فوزى بن سعيدى، الذى تدور أحداثه فى ميناء تطوان البائس، ليحكى مصائر ثلاثة شبان يسعون إلى الخروج من دائرة العجز والفقر وكيف تتحول بصورة جذرية، فى تصوير حاد ومركب لمدينة مهمشة مسابقة "عالمنا" التى أضيفت إلى مسابقات المهرجان هذا العام، تبدأ اليوم مع فيلم "عتمة المدينة" للأمريكى أيان جينى، ويتميز الفيلم بقوة تأثيره الكبيرة وشعريته العالية فى تصوير السماء ومديح العتمة.
وإلى جانب تلك الأفلام وضمن قسم "عروض السينما العالمية" يعاد عرض فيلم الافتتاح "السيد لزهر"، كما تعرض أفلام "كهف الأحلام المنسية"، و"أقوى بألف مرة" و"تضحية"، بالإضافة إلى مجموعة أفلام قصيرة مشاركة فى مسابقة أفلام الإمارات. ومن الجدير ذكره أن بعض هذه الأفلام قد شاركت فى مهرجانات سينمائية عالمية هذا العام كالبندقية وتورنتو، كما تبدأ اليوم عروض الفعالية الخاصة التى يحتفل بها المهرجان باثنين من الحائزين على جائزة نوبل للآداب (الشاعر البنغالى طاغور، والكاتب المصرى نجيب محفوظ)، بالفيلم الهندى "شارولاتا" والفيلم المصرى "بين السماء والأرض"وتتوزع عروض الأفلام بين فيرمونت ومسرح أبوظبى وسينما فوكس مارينا مول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة