نجحت النصوص المسرحية المقتبسة من أعمال أجنبية فى حل أزمة تردى وسوء الأعمال المسرحية، وإنقاذها من الإفلاس الذى تعانى منه فنيا، حيث كان الاقتباس من النصوص الكلاسيكية والعالمية هو الحل السحرى لمعظم المخرجين لإنقاذ الموسم المسرحى، ويتم عرض مجموعة من العروض المقتبسة، منها "السفينة والوحشين" للكاتب الإيطالى داريوفو، و"ساحرات سالم" لأرثر ميللر، والعرضان المرتقبان "الديكتاتور" لجول أرمان، و"عفاريت البدروم" للكاتب الروسى مكسيم جوركى.
ويناقش "السفينة والوحشين" الذى يعرض على المسرح العائم الصغير، واقعة حقيقية وهى محاولات كروستوفر كولومبوس خوض رحلة إلى الهند، بطريق مختلف، إلا أن الملك الأسبانى فريناندو يظل يماطل بحجة حروبه ضد العرب، ويظل الوضع هكذا حتى يوافق الملك على الرحلة ويكتشف كولومبوس الأمريكتين، ويعود ذلك على أسبانيا بالخير، لكن المتآمرون يوقعون بين الملك وكولومبوس، الذى تصبح محاكمته محاكمة عبثية، ويلقى فى السجن، حتى الموت، واستطاع مخرج العرض إسلام إمام جذب الجمهور لعرض مسرحى ساخر كوميدى، قام على أكتاف مجموعة من الشباب.
أما العرض الثانى "ساحرات سالم" لأرثر ميللر، ويخرجه المخرج جمال ياقوت الذى يعرض على مسرح الطليعة، فيتناول واقعة حقيقية حدثت بالفعل فى القرن السادس عشر فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تدور أحداث المسرحية عن فتاة شريرة تتسبب فى دخول زوجة حبيبها السجن بتهمة ممارسة السحر، وذلك بمساعدة خادمة الزوجة، مما يدفع زوجها للدفاع عنها وبمرور الأحداث نكتشف أن تلك الفتاة كانت تعمل عند زوجة حبيبها، وطردتها بعد أن خانها معها، وينتهى العرض بمحاكمة يتم إعدام الزوج فيها بعد أن تم التأمر عليه.
واستطاع المخرج جمال ياقوت صنع مناخ مسرحى متميز ومحترف، بفضل الإضاءة والرقصات التى صممها عاطف عوض، بالإضافة إلى تمييز أبطال العمل خصوصا رامى الطمبارى وسمر علام.
وتستعد بعض المسارح لاستقبال أعمال أخرى مأخوذة عن أعمال أدبية أجنبية، منها مسرحية "البدروم" للكاتب الروسى مكسيم جوركى، التى ترصد حالة الضياع التى يعيشها الكثير من أبناء الوطن داخل مناطق عشوائية، من خلال مجموعة من البشر يعيشون معا داخل بدروم، ولكل منهم قصته الخاصة.
وتجرى حاليا بروفات مسرحية "الديكتاتور" لجول أرمان على مسرح السلام، حيث تؤكد فكرة المسرحية أن طول مدة الحاكم تحوله إلى ديكتاتور من خلال صديقين يمارسان العمل السياسى، يتمتع أحدهما بشعبيه كبيرة، وقدرة على إلهاب الجماهير بخطبه السياسية، فيعينه رئيس الجمهورية المستبد رئيسا للوزراء، لينشأ الصراع بين رجل السلطة ورجل الشعب.
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل حسان
مخرج