تستعد المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية "نوى" لإصدار أول البوم غنائى من الموشحات الفلسطينية للموسيقار الراحل "روحى الخماش" ضمن برنامج لجمع التراث الموسيقى الفلسطينى.
وقال نادر جلال، مدير عام "نوى"، لـ"رويترز" "نجحنا فى المؤسسة بعد عامين من البحث والجمع، فى إصدار ألبوم سيكون الأول فى المكتبة الموسيقية الفلسطينية ضمن برنامج كبير "هنا القدس" الهادف إلى جمع التراث الموسيقى الفلسطينى والعربى الذى كان فى فلسطين قبل عام 1948".
وأضاف: "سيكون الجمهور الفلسطينى والعربى على موعد انطلاقا من الشهر القادم مع حفلات غنائية لما يتضمنه أول البوم موشحات فلسطينى للمؤلف والموسيقار الفلسطينى روحى الخماش صاحب الإسهامات الواضحة فى إثراء الحركة الموسيقية العربية فى منتصف القرن الماضى"
وأوضح جلال أن المؤسسة تعمل على إعادة الاعتبار إلى تاريخ الموسيقى الفلسطينية والعربية، التى كانت فى أوج ازدهارها قبل عام 1948، وقال "لقد كانت فلسطين قبل عام 1948 منارة ثقافية وفنية فى حقول الفنون والأدب، وكانت إذاعتا القدس والشرق الأدنى اللتان تأسستا منتصف ثلاثينات القرن الماضى، ساهمتا فى إنعاش حالة الحراك الفنى فى فلسطين والمنطقة العربية".
وأضاف: "هناك العديد من الأسماء الكبيرة التى عرفتها تلك الفترة منها روحى الخماش ويحيى السعودى ويحيى اللبابيدى ومحمد غازى وحليم الرومى ويوسف حسون وغيرهم، إلا أن نكبة فلسطين عام 1948، أطاحت بهذا المركز وتشتت الشعب الفلسطينى بمبدعيه وكوادره الفنية إلى المنفى".
وتابع قائلا "إن تسليط الضوء على إبداع هؤلاء المبدعين يشكل عودة معنوية لهم ولإنتاجهم إلى أرض الوطن، وقد استطعنا البدء فى إعادة إنتاج بعض مؤلفات الموسيقيين الفلسطينيين الرواد".
واختارت المؤسسة أن تطلق على مشروع جمع التراث الموسيقى "هنا القدس"، وقال جلال "نعمل فى هذا البرنامج على ترويج الأعمال الموسيقية من مؤلفات الموسيقيين الفلسطينيين من خلال إعادة إنتاجها على أقراص مدمجة وتوزيعها من أجل الحفاظ على إرثهم حيا وقائما فى حياتنا الثقافية من ناحية، وإثراء المكتبة الموسيقية بأعمال موسيقية وغنائية كلاسيكية ذات مستوى عالى من ناحية أخرى".
وأضاف: "لذلك لدينا فى "نوى" مجموعة من الموسيقيين المحترفين والكورال الذى يعمل على إعادة إنتاج هذه الأغانى والقطع الموسيقية مع الحفاظ قدر الإمكان على أصالتها".
ويصف جلال عملية البحث عن المؤلفات الموسيقية التى كانت قبل عام 1948 "بالصعبة جدا فى غياب أرشيف وطنى، فنبحث فى كل مكان لدى مؤسسات ولدى أفراد، كما أن عامل الوقت مهم جدا؛ حيث إن الكثير ممن يمكن أن يكون لديهم بعض هذه المؤلفات يرحلون عن عالمنا، فنحن نبحث فى الأردن وسوريا ولبنان والعراق إضافة إلى فلسطين".
وتأسست "نوى" عام 1999، من قبل مجموعة من الموسيقيين المحترفين، وهى مؤسسة أهلية غير ربحية، تسعى إلى الحفاظ على المقام الموسيقى الشرقى أمام ظاهرة التغريب الموسيقى الذى يحدث فى العالم العربى منذ سنوات.