يستعيد مهرجان أبو ظبى السينمائى غدا برنامج "يوم العائلة"، ضمن مسعاه لتقديم فعاليات مميزة ومجانية للجمهور.
وفى يوم العائلة يتم تقديم عروض سينمائية مجانية وفعاليات متنوعة، بالإضافة إلى فرصة السير على السجادة الحمراء، وحضور شروح عن المكياج، ولقاء ضيوف مميزين بين الساعة الواحدة والسادسة مساءً، وتتضمن الفعاليات أنشطة حرة، وعروضاً حية، ومختارات من الأفلام المتحركة القصيرة للمخرج السويدى يوهان هاكلباك مخصصة للصغار (6-12 سنة)، وفيلم "رحلة إلى القمر" (1902) لجورج ميليه، الذى تم ترميمه حديثاً بعد مرور أكثر من قرن على عرضه الأول والذى يعد أول فيلم خيال علمى فى تاريخ السينما.
وتتابع الفعاليات مع "رحلات عبر الزمن واللون والفضاء" ضمن برنامج "أنقذ من النيران" الذى يشارك من خلاله للمرة الأولى فى الشرق الأوسط المؤرخ السينمائى المعروف والممثل الكوميدى سيرج برومبيرج، ويتضمن مختارات من نوادر السينما فى بداياتها بما فى ذلك أفلام صامتة، سيرافق برومبيرج عرضها بالعزف على البيانو، وأفلام فانتازيا ورحلات، إضافةإلى فيلم من بدايات السينما الملونة من صنع مبتكر شخصية ميكى ماوس، وآخر أفلام باستر كيتون القصيرة الذى كان مفقوداً لوقت طويل "شبكة الحب" (1923)، ويندرج ضمن "يوم العائلة" الفيلم اليابانى "أتمنى" للمخرج هيروكازو كور إيدا، ويشارك هذا الفيلم أيضا فى "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة" ليروى حكاية جديدة مشوقة عن القرن العشرين، عبر شقيقين افترقا بسبب الطلاق والمسافات، وكيف يجدان أملاً فى لم الشمل من جديد فى قطار اليابان السريع (ابتداءً من عمر 12 سنة)، فعاليات المهرجان الخاصة المقامة فى فيرمونت تتضمن اليوم حلقة دراسية خاصة مع المخرج الموريتانى المرموق عبد الرحمن سيساكو تحت عنوان "ارتجال محسوب"، والذى تتلخص فلسفته السينمائية فى قوله "أظن أن الفيلم هو الذى يروى قصة الإنسان، وأظن أن الإنسان أينما كان هو ذاته"، تميز سيساكو بمقاربته المجازية وأسلوبه الفريد، ليأسر خيال مواطنيه فى أفريقيا الغربية، والعالم بأسره. فرصة نادرة يناقش فيها صاحب "السعادة" (1990)، "أكتوبر" (1993)، "روستوف لواندا" (1997)، "الحياة على الأرض" (1998)، و"باماكو" (2006)، كيف أن الارتجال مع ممثلين غير محترفين يصبح بمثابة كتابة نهائية للنص السينمائى، وتتابع الفعاليات فى فيرمونت مع حلقة دراسية أخرى مع الفرقة الموسيقية الفرنسية "آير" بعنوان "موسيقى تصويرية للقمر"، اختير ثنائى "آير" الفرنسى المكون من نيكولاس جودين وجان بينوا دانكل، لتأليف وأداء موسيقى تصويرية جديدة للعرض الأول فى مهرجان "كان" السينمائى لتحفة جورج ميلييه "رحلة إلى القمر" (1902)، والتى أعيد ترميمها بالألوان، وكان ثنائى "آير" قد حاز على التقدير النقدى والشعبى للموسيقى التصويرية التى وضعها لفيلم صوفيا كوبولا الأول "انتحار العذراوات" عام 2000، فعالية اليوم تأخذنا إلى عالم الموسيقى التصويرية، حيث يناقش ثنائى "آير"، عمله على سينما صوفيا كوبولا وأيضاً على إحدى أبرز التحف فى تاريخ السينما، ضمن عروض المهرجان الاحتفالية تفرش السجادة الحمراء فى مسرح أبوظبى لافتتاح فيلم المخرج مايكل برانت "الدوبلير" الذى يقدم فى عرضه العالمى الأول ضمن قسم "عروض السينما العالمية"، فى هذا الفيلم يمنح مايكل برانت سينما الجاسوسية بعض الحبكات الجديدة، عبر قصة القاتل السوفييتى الأسطورى «كاسيوس» الذى يظهر من جديد لتبدأ المخابرات الأمريكية بتعقبه والقبض عليه، إنها لعبة القط والفأر التى لدى الجميع فيها ما يخفيه، وما يخسره أيضاً، كما يشهد غدا السبت تقديم فيلمين آخرين فى عرض عالمى أول، حيث ضمن "مسابقة الأفلام الوثائقية"، يقدم العرض العالمى الأول لفيلم "إل غوستو" (المزاج) إخراج صافيناز بوصبايا الحائز على منحة "سند"، والذى يأخذنا إلى مدينة «القصبة» فى الجزائر، ويستعرض النمط الموسيقى «الشعبى» الذى أسسه الراحل الحاج محمد العنقاء والممتزج فيه الميراث الموسيقى الأندلسى والبربرى والأناشيد الإسلامية، بما يشكل روح القصبة نفسها والتسامح والتعايش والحب والفرح فى جزائر الخمسينيات، وفى الوقت نفسه تسرد حكاية التحولات التى شهدتها الجزائر طوال ما يزيد على نصف قرن، ويأتى العرض العالمى الأول للفيلم الأمريكى "على شفير الحب" إخراج سام نيف، المشارك فى "مسابقة آفاق جديدة"، فى لقطتين فقط تمتد كل منهما زهاء 45 دقيقة، يقدّم عبرهما الأمريكى سام نيف، مؤلفاً ومخرجاً، سرداً أقرب ما يكون إلى الفيديو المنزلى، لمنح الشخصيات بعداً شديد الواقعية، ترتسم من خلاله قصة حبّ ثلاثية محورها ساشا وميا وكايل الذين يختبرون معاً معنى الحبّ والعلاقة، ونهاية الحبّ أو تحوّله إلى شىء آخر.
وتستكمل مسابقة "عالمنا" عروضها مع الفيلم الأمريكى: "إذا وقعت شجرة: قصة جبهة تحرير الأرض"، لمارشال كارى وسام كولمان الذى يروى قصة المذهلة لأعضاء «حركة تحرير الأرض» التى برزت فى النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى، كردة فعل على عجز الحركات البيئية السلمية عن إحداث أى تغيير حقيقي.