لم أنم ليلة الأحد الماضى إلا فى ساعة متأخرة جدا حتى أننى لم أشعر بالحاجة إلى النوم رغم يوم عمل شاق انصرفت منه الساعة التاسعة والنصف وكنت أقود سيارتى وأنا فى طريقى إلى البيت مسافة طويلة وأشعر بالإعياء حتى فتحت المذياع، كان صوت يستغيث من الشارع فى مقابلة مع مراسلى إحدى المحطات "الحقوا مصر إنها تحترق، إنها الفتنة ولعن الله الفتنة ولعن من أيقظها"، أعترف لقد هز كيانى هذا النداء وتملكنى شعور غريب بالتيه والضياع وكأننى لا أدرك ما يدور من حولى وتملكنى شك بأننى قطعت كافة إشارات المرور وهى حمراء ولما وصلت منزلى توجهت فورا إلى التلفاز وبقيت على هذه الحال حتى الساعة الثالثة من فجر هذا اليوم.
هكذا ارتحلت كل أحلامى كانت تغادرنى ولا أقوى أن التقط أيا منها ولا أبالغ فى ذلك ولماذا أبالغ وهى مصر المحروسة وأنا أعلم ماذا تكون وماذا يجب أن تكون لكننى صباح هذا اليوم شعرت بنوع من الراحة والأمل وعاد إلى بعض من حلمى، أنا مصرى والمحروسة مسقط رأسى وعاشق لذلك الظل الذى تفيأنا به جميعا وعلى مدى عقود حتى جاء نواطير الاقطاع وحرموا شعبها من ذلك الظل الوارف ولما لفظهم الشعب والتاريخ أبوا الا أن يجعلوا منها خرابا.
إنها المؤامرة نعم، أوافق الجميع على صحة هذه المقولة، أن مصر المحروسة مستهدفة، نعم أضم صوتى لكل الأصوات ولكن اعذرونى أيها السادة أما آن لنا أن نتعظ من العبر والدروس؟ لماذا نرى حفر المؤامرة وننزلق إليها بأقدامنا ثم نصيح مستغيثون أو محذرون إنها المؤامرة؟ لاتصلبوا المحروسة بأيديكم على خشبة المؤامرة، مصر تستحق أن يكلل رأسها بالغار لا أن يوضع تحت مقصلة الفتنة، مصر ملك لكافة المصريين وليست حكرا على مسجد أو كنيسة، مصر ظل وارف لكل العرب وليست زوجة من زوجات فرعون وآل فرعون، مصر أخذت مكانتها منذ قدوم ابن العاص وتحرر أقباطها من عبودية روما على يديه، مصر نعرفها بالأزهر وما نظرتنا للأهرامات غير أنها حضارات سادت ثم بادت، فهل تستحق المحروسة من البعض كل هذا العقاب. أيها النيل يا شريان مصر الذى تتدفق منه دماء حياتها أتوسل إليك أن تلجم هذا الطوفان يا الله يا من أثبت لفرعون أنك الخالق وحدك ورب العباد وحدك أنقذ عروس النيل من الضياع.
وليد الششتاوى يكتب: يارب أنقذ عروس النيل من الضياع
الخميس، 13 أكتوبر 2011 01:00 ص
أحداث ماسبيرو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة