احرق كنيسة .. يحبك المحافظ

قبل اشتعال مظاهرات الغضب القبطى يوم الأحد الماضى كتبت أقول: أصحاب المشاعر الرقيقة الذين أزعجهم هتاف الأقباط أمام ماسبيرو «إرفع راسك فوق إنت قبطى» وسرقت النوم من عيونهم زلة لسان فى لحظة غضب جارفة، قال فيها أحد القساوسة إنه سيضرب محافظ أسوان بالحذاء، أرجوهم ألا ينفعلوا أكثر من ذلك أو يهتفوا «ياللهول» على طريقة يوسف بك وهبى، حرصاً على صحتهم، يكفى أن يناموا مبكراً ويتناولوا الدواء بانتظام ويعرفوا أن إخواننا الأقباط فاض بهم الكيل فمازال التمييز ضدهم فى المناصب الكبرى وأجهزة الأمن مستمراً والتعصب يلاحقهم على المقاهى وفى الميكروباصات ونجوم السما أقرب لهم من بناء دار عبادة يتيمة. الشىء الوحيد الجديد الذى أتت به الثورة هو أن حرق الكنائس أصبح موضة لا يعد مرتكبها مجرماً بل ابناً باراً يستحق الإشادة لأنه نحى الدولة جانباً وبادر لإصلاح الأوضاع الخاطئة بيديه، على حد ما يُفهم من تصريح البيه محافظ أسوان الذى أرجوه فى المرة القادمة أن يعلن عن جوائز محددة لمن سيقوم بحرق كنيسة أو على الأقل هدم برج فيها حتى يعمل الشباب حسابهم لاسيما مع تأخر حسم ملف الحد الأدنى للأجور.

الآن بعد أن اشتعل الموقف ورأينا كيف أمسكت النار بجلباب الوطن بعد أن اندس حملة السيوف والمولوتوف والأسلحة النارية بين مظاهرات الأقباط ليسرقوا غضبهم ويوقعوا بينهم وبين الجيش، أقول لمحافظ أسوان ارحل فأنت تفتقد الحس السياسى وتتعامل كموظف بيروقراطى، وتؤكد أن كنيسة إدفو ما هى إلا دار ضيافة، فى حين أنك وقعت على أوراق رسمية تثبت أننا بإزاء كنيسة! أقول أيضاً للبيه عصام شرف ارحل يعنى go فاهم ولا no.. ارحل يعنى إمشى.. يمكن مبيفهمشى.. ارحل يا دكتور فنحن نحتاج إلى «كلمة شرف» وليس إلى «ضيف شرف».

جلسة ممتدة جمعتنى على انفراد بالأستاذ ممدوح الولى الذى يعد هو والأستاذ يحيى قلاش المرشحين الأبرز لمنصب نقيب الصحفيين قلت له فيها: من فضلك انظر فى عينى مباشرة وقل لى هل تنتمى بالفعل لجماعة الإخوان وهل التصويت لك انتصار للجماعة؟

الزميل المهذب الخلوق لم يكتف بالنفى، بل سرد لى كيف نظم حين كان مسؤول صندوق النقابة حفلاً غنائياً لأصالة وحكيم وبهاء سلطان، كما تبنى اقتراحاً رفضه المجلس بتخصيص أحد الأدوار ليصبح دار عرض سينمائى يدخلها الجمهور من الباب الخلفى المخصص لذلك «يُدر 400 ألف جنيه سنوياً»، فضلاً عن تعيينه سكرتيرة قبطية له ثم إنه طول عشرين عاماً لم يصدر عنه فى مقالاته أو كتبه أو محاضراته أى شىء يدل على الانحياز للإخوان أو تبنى أفكارهم. إذن البينة على المدعى ويبقى الولى واحداً من أهم خبراء الاقتصاد بمصر، ويملك خطة محددة لعمل قفزة هائلة فى موارد النقابة وإنعاش أحوال الصحفيين مادياً.

> لا أفهم سر الإصرار الإخوانى على شعار «الإسلام هو الحل» الذى يراه د. محمد مرسى، رئيس حزب الجماعة «صالحاً لكل زمان ومكان».. إزاى يا دكتور؟ هل تريدون إظهار من يختلف مع أفكاركم وبرنامجكم الانتخابى بمظهر من يختلف مع الإسلام نفسه ويصبح خارجاً عن الملة... إذا لم يكن هذا ابتزازاً سياسياً، فماذا يكون؟

لا أعرف متى ينضج التيار الدينى فى مصر الذى طالما دافعنا قبل 25 يناير عن حقه فى العمل الشرعى القانونى وعدم اعتباره ملفاً أمنياً؟ الإخوان مشغولون بتطبيق الشريعة أكثر من انشغالهم بالعشوائيات وسكان المقابر والفشل الكلوى وفيروس سى.

السلفيون مشغولون بهدم التماثيل أكثر من انشغالهم بهدم الفقر والجهل والمرض.. الجماعة الإسلامية مشغولة بقطع يد السارق أكثر من انشغالها بقطع يد الظلم والفساد والتفاوت الفاجر فى الأجور..

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم