لا يختلف أحد على أن نقابة الصحفيين القابعة فى مبناها الفخم فى 4 شارع عبد الخالق ثروت، تمثل مهد التأسيس للثورة المصرية من خلال أبنائها الذين كسروا الإشارة الحمراء للنظام المصرى السابق.. ونقابة الصحفيين صاحبة رسالة لم تتخل عنها فى يوم من الأيام حتى كانت هى البوتقة التى اندمجت فيها المواقف والتحمت من خلالها العقول وائتلفت كل التيارات السياسية لتنطلق فى اتجاه حركة التحرر من حكم الفرد واستبداده..
بدأت الثورة فى شكل مظاهرات واحتجاجات لم يكن 25 يناير 2011 إلا لحظة الفوران التى تشبه طوفان نوح عليه السلام.
وكان الصحفيون هم من تولوا مهمة تشكيل الرأى العام من خلال اطلاعه على تشعب الفساد وتجذره. كان الفساد يمتزج بمخطط التوريث وهو ما توالى كشفه فى جرأة بدأت بقلم الدكتور عبدالحليم قنديل، من خلال جريدة العربى، ثم توالى آخرون وقد دفع العديد من الزملاء ثمن ذلك.. بينما دفعت النقابة ثمنها غاليا فى كل أبنائها.. ومن خلال التجاوز ضد حقوق الصحفيين وقضاياهم ومنها محاولات إذلال تتمثل فى انخفاض دخل الصحفى حتى أصبح هو العنصر الفنى الأقل دخلا فى مختلف قطاعات الدولة رغم تزايد احتياجاته التى تعتبر من ضروريات أداء مهمته فى مهنة البحث عن المتاعب.. ومهنة الصحافة تتصدر الأعمال الخطيرة، والتى تكون سببًا فى أمراض الضغط والقلب والسكر وغيرها من أمراض.
بينما الواجبات التى تتعلق بأعناق الصحفيين تجعلهم إن أردنا العدل أن يكونوا سلطة أولى، وليست رابعة.. وهذا ليس تجاوزا، لكنها الحقيقة التى لا تقبل أى جدال.. فمن خلالهم يبث الوعى وتعود الروح إلى نفوس كادت تموت فى أبدانها دون أن تعرف بالضبط ما هى حقوقها.. فلم يكن من حكامنا من هو عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز، حتى نقبل بحكمهم دون أن تكون هناك صحافة تكشف ظلمهم وفسادهم.. لكنهم من عينة فرعون وحول كل منهم ألف هامان.. وهنا كانت رسالة نقابة الصحفيين التى كشفت ما علينا من واجبات. كانت رسالة الصحافة والتى تبنت نقل رسالة كل المفكرين والثوار بصرف النظر عن مواقعهم وانتماءاتهم لأنها مهنة رسالة.. فقد كانت المنبر الذى صعده العامل والفلاح والمعلم والقاضى والمحامى وكل طوائف المجتمع..
كانت بشائر الثورة تنطلق من حناجر الشعب من فوق الدَرَج الذى تحول إلى أشهر سلم فى العالم كله.. فهو أشبه بالمصباح الذى ينتشر نوره من نقطة واحدة فتبدد ظلام أميال.. امتدت أنوار نقابة الصحفيين حتى إن النظام كان يقدم عروضًا سخية من خلال بعض رجاله مقابل أن يصمت السلم! لكن لم ينجح أى مسعى فى إخماد ثورته التى تحولت إلى ثورة شعب.. إنها نقابة تستمد قوتها من قول الله تعالى "ن والقلم وما يسطرون" صدق الله العظيم، كل أملنا أن تكتمل الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين الجمعة القادم وأن تنجح فى إعادة بناء النقابة تشريعيا وفكريا واقتصاديا ومن خلال انتخاب مجلس يعبر وبأمانة عن الصحفيين حقوقا وواجبات. مجلس يتعامل مع النظام منتزعا حقوق من يمثلهم، دون مواءمات أو تفريط حتى تعود للمهنة هيبتها..
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
معتز
اتفق واختلف