كرمان تدعو أوباما إلى دعم تحرك دولى لمحاكمة النظام اليمنى

وجهت الناشطة اليمنية توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2011، رسالة إلى الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، تدعوه باسم الولايات المتحدة إلى دعم تحرك دوليا من أجل اتخاذ إجراءات دولية تفضى إلى إيقاف الأرصدة لكبار المسئولين ورموز النظام ومنعهم من السفر تمهيدا لإحالتهم للملاحقة والمحاكمة الدولية كمرتكبى مجازر ضد الإنسانية.

جاء فى نص الرسالة طبقا لصحيفة "الحدث" اليمنية:

سعادة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

تحية أخوية ملؤها الحب والسلام وبعد

أجدنى ممتنة لتهنئتكما لى ولزميلتى رئيسة ليبيريا "ألين جونسون سيرليف"، والناشطة السياسية الليبيرية "ليما غبويى"، بمناسبة حصولنا على جائزة نوبل للسلام للعام 2011، ولأن منحى جائزة نوبل للسلام لهذا العام مع المناضلتين الليبيريتين وما تبعه من تهنئة لى ولزميلاتى من قبلكم، يعد بمثابة تقدير للإنجازات الاستثنائية للحركة النسائية وللنشطاء المدنيين فى مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وتعزيز الديمقراطية، وحقوق المرأة، ولدورهم فى نشر السلام والأمن العالمى.

لقد مثلت تهنئتكم أيضا تعبيراً عن التزام أمريكا وشعبها العظيم برعاية ودعم تلك القيم والمبادئ، وبشكل خاص اعترافا بالشباب اليمنى الذى يقود مسيرة التغيير الديمقراطى فى اليمن من خلال ثورته التى أذهلت العالم بسلميتها، ولاتزال تقدم المزيد من الإدهاش والإعجاب.

إننى لفخورة بشراكتنا فى الدفاع عن الحقوق الديمقراطية وحقوق المرأة خلال الفترة الماضية، وأعتز أننى عملت خلالها فى شراكة إيجابية مثابرة وجادة من أجل تلك المبادئ والحقوق الإنسانية باعتبارها قيما إنسانية عالمية، ويسعدنى القول أننى سأحرص على استمرار وتطوير تلك الشراكة فى الحاضر والمستقبل بما يكفل تحقق تلك المبادئ وتمتع المواطنين بها فى بلدى اليمن وخارجها، وسوف أعمل بتفانى على تعزيز الأمن والسلام العالمى حتى نرى عالماً يسوده الحب والسلام ومفعماً بالحرية والحياة الكريمة.

إنه لمن المؤسف والمؤلم فى آن يا سيادة الرئيس أن تلكم النسوة وأولئك الشباب الذين يخوضون أسطورة الكفاح من أجل التغيير السلمى فى اليمن محرومون من الحماية العالمية المماثلة لتلك التى منحتنى إياها جائزة نوبل للسلام، وهو ما يجعلنى أمام اختبار أخلاقى صعب يرفض أن أنعم بالحماية والأمن فى حين يبقى الرفاق عرضة لرصاص نظام على صالح وقمع أجهزته الأمنية والعسكرية.

لقد قرر أبناء بلدى التخلى عن سلاحهم وشرعوا فى استكمال حريتهم بسلمية تجسد حضارية أمتنا، فوجهوا من قبل النظام ببطش وترويع بالغين ذهب ضحيته مئات الأبرياء والآلاف من الجرحى مع إصرار النظام على قتل مدنيين وأطفال والاستمرار فى حرمان المواطنين من خدمات أساسية، بينها الكهرباء والمياه ووسائل الاتصال لحرمانهم من العيش بكرامة والتعبير عن آرائهم، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن أبناء شعبنا العظيم يصرون على تحقيق أهداف ثورتهم كاملة والحفاظ على سلامتها.

إننى لأدعو الولايات المتحدة الأمريكية التى طالما وجدتها نصيرة للمظلومين وراعية للحقوق الديمقراطية فى العالم، أن تدعم تحركا دوليا من أجل اتخاذ إجراءات دولية تفضى إلى إيقاف الأرصدة لكبار المسئولين ورموز النظام، ومنعهم من السفر وتوفير الملاذ الآمن لهم تمهيدا لإحالتهم للملاحقة والمحاكمة الدولية كمرتكبى مجازر ضد الإنسانية.