قال الكاتب محمد سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر، لا أتوقع أن تكون هناك انتخابات برلمانية، بعدما شهدنا أحداث ماسبيرو الدامية التى راح ضحيتها عدد من أبناء الشعب المصرى، وأنه لم تمت هذه الانتخابات فسوف يضطر المجلس العسكرى إلى إيقافها لما ستشهده الانتخابات من أحداث "هاتولع البلد"، متسائلاً: فهل يعقل أن من لديه حرص شديد على هذا البلد العظيم أن يدفع به إلى الانتخابات فى ظل الحالة التى نعيشها؟.
وانتقد محمد سلماوى خلال الأمسية التى عقدها له نادى روتارى، أول أمس، حول "الثورة والأدب" دور الصحافة والإعلام فى الثورة المصرية، وانشغالهم بما يثير القارئ، مؤكدًا على أن الدور الحقيقى للصحافة لم يبرز بعد، وأن غياب هذا الدور دفع القارئ إلى برامج "التوك شو" وعدم شراء الصحف لظنه أن ما فيها ليس بجديد، وهو ما أدى إلى أن نسبة توزيع العديد من الجرائد هبطت، وأصبح المواطن يشاهد التلفاز رغم أكاذيبه هو الآخر ولكنه "ببلاش".
وقال "سلماوى" إننا حتى اليوم نواجه مشكلات لا يفترض مواجهتها، فبعد مرور ثمانية أشهر من الثورة لم نر أى ملامح للدولة التى خرجنا ونادينا بها، ولم ننشغل إلا بمحاسبة الماضى فقط، فى حين أن محاسبة الماضى رغم ضرورتها لا تعنى ألا ننظر للأمام ونبنى المستقبل، لأن البناء والهدم فى السياسية يحدثان معًا، ولكننا حتى الآن نقف عند يوم 12 من فبراير بعد إسقاط رأس النظام، مضيفًا "وبعض ممن هم فى سجن طره الآن "مبارك" هو الذى أدخلهم السجن قبل تركه للحكم مثل المغربى وعز".
وحول روايته "أجنحة الفراشة" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، قال "سلماوى" لم أكن أتصور يومًا حينما تصدر الطبعة الرابعة من الرواية أن يضع عليها الناشر شعارًا بأنها تنبأت بـ"ثورة الخامس والعشرين من يناير"، مشيرًا إلى أن "كثيرا من الأصدقاء والقراء ظنوا أنى لم أفاجأ بالثورة لأننى تنبأت بها، ولكن فى الحقيقة أننى كنت من أكثر من فاجأتهم الثورة، لأن ما كتبته تحقق ورأيته"، موضحًا "أن كثيرين من المحللين والكتاب السياسيين تنبئوا بالثورة المصرية وكانت تحليلاتهم وتوقعاتهم ترى أن مصر مقبلة على ثورة جياع، وليست كالثورة التى شهدناها".
وردًا على سؤال أحد الحاضرين حول تسمية الرواية بـ"أجنحة الفراشة"، أشار "سلماوى" إلى دورة حياة "الفراشة" منذ أن تولد وحتى تتغذى وتنمو أجنحتها، وما أن يصير لها جناحين تبهر كل من يراها بألوانها رغم ضعفها، وهى نفس الحالة التى تتشابه فيها الفراشة مع المجتمع المصرى الذى يظل داخل شرنقته وما أن تتاح له الفرصة يبهر العالم بمواقفه مثلما فعل يوم الخامس والعشرين من يناير.