نعم لثورة يناير أخطاء، ارتكبها الثوار بحسن نية ويدفعوا ثمنها حاليا، وهى أخطاء طبيعية لثورة تفتقد القائد والملهم، ويوجه سفينتها عدة ملايين ريس، المهم أن نضع أيدينا عليها ونسعى لتجاوزها حتى نحمى أعظم حدث فى تاريخ مصر الحديث من الضياع والتشويه.
- أخطأت ثورة يناير عندما ارتضت للرئيس المخلوع محاكمة طبيعية، ونسينا أن المتهمين هم من وضعوا القوانين التى نحاكمهم بها حاليا، وتناسينا أن عددا كبيرا من تجار المخدرات حصلوا على البراءة لخطأ فى الإجراءات أو عيب فى أمر الضبط، وأن عددا كبيرا من أحكام الإدانة صدرت بتوصية من القصر باعتراف القضاة أنفسهم.
- أخطأت ثورة يناير عندما قبلت بأن يتولى المجلس العسكرى حكم البلاد، فنحن وإن كنا لا نشكك فى نزاهة أعضائه، نعرف أن إدارة دولة تختلف تماما عن إدارة جيش، ونعرف أيضا أن مصر كانت تحتاج لقيادة تضعها على طريق الحكم الرشيد، لا تعيد إنتاج النظام البائد.
- أخطأت ثورة يناير عندما بايعت الدكتور عصام شرف أول رئيس للوزراء بعد سقوط مبارك، لتبدأ مصر عهدها الجديد برجل تولى الحقيبة الوزارية فى زمن كانت شهادة حسن السير والسلوك الصادرة من أمن الدولة الورقة الأولى فى مسوغات التعيين، وحمل عضوية لجنة سياسات جمال مبارك حتى قيام الثورة، وكأن الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع لإسقاط النظام الفاسد يعترفون بأنه لا يوجد بينهم من هو أهل للقيادة.
- أخطأت ثورة يناير عندما هتفت "الشعب يريد إسقاط النظام" ثم عاد الثوار إلى منازلهم قريرى العين بعد خلع مبارك، رغم أن إسقاط النظام فى علمى أنها يعنى إسقاط الحكومة ومعارضتها معا، لأن الأحزاب السياسية قبل الثورة كانت مقسمة إلى ثلاثة أقسام "عميلة، ومنتفعة، وجبانة" الأولى صنعها أمن الدولة وحركها بأطراف أصابعه، والثانية تضخمت ثروات أصحابها وتربحوا من معارضتهم، والثالثة نظيفة اليد لكنها مقطوعة اللسان، ولم تكن مستعدة لدفع ضريبة المعارضة، والأنواع الثلاثة لا يمكن أن تجلس قياداتها الآن على مائدة واحدة لاقتسام مقاعد البرلمان، والحديث عن مستقبل البلاد التى اسود ماضيها بهم.
- أخطأت ثورة يناير عندما أغمضت عينيها عن بعض الانتهاكات التى ارتكبتها الشرطة والقوات المسلحة مع مواطنين داخل الأقسام وخارجها، محاولة إقناع نفسها بأنهم بلطجية، ويستحقون ما حدث لهم، رغم أن ثورتنا قامت لإقرار مبدأ سيادة القانون على المذنب قبل البرىء، لكن يبدو أن التاريخ يعيد نفسه وسنسمح مجددا بأكل الثور الأبيض.
- أخطأت ثورة يناير عندما خرج شبابها مئات المرات ليؤكدوا أن البرادعى وموسى ونور وصباحى والعوا وأبو الفتوح لا يمثلون الثورة، وسمحوا فى الوقت نفسه لعدد من الأدعياء بالظهور ليل نهار على الفضائيات للتنظير والحديث بصيغة نحن نقبل ونحن نرفض وكأنهم الثورة نفسها.
- أخطأت ثورة يناير عندما حدث الثوار الناس بمصطلحات فوقية عن الليبرالية والدولة المدنية وتركوا لغيرهم مسئولية تعريفها حتى صارت مصطلحات سيئة السمعة، ومرادفة للكفر والتحرر غير المسئول.
- أخطأت ثورة يناير عندما انشغلت بالسياسة فقط، ولم يقدم الثوار حلولهم للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وهو ما جعل قطاعا عريضا من المصريين لم ير من الثورة إلا أسوأ ما فيها.
- أخطأت ثورة يناير عندما سمحت للمتحولين بالانضمام إليها وارتداء ثوب ومن بينهم رجال كل العصور الذين حطوا على كل نظام حكم مصر كالجراد، نهشوه حتى امتلأت كروشهم ثم غادروه إلى غيره عندما تحول إلى أرض بور، وهؤلاء أكبر خطر على الثورة، لأنهم يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم.
- أخطأت ثورة يناير عندما نسيت أن تقيم النصب التذكارى للشهداء فى قلب ميدان التحرير، حيث تفرق دمه بين شباب الثورة والمجلس العسكرى والحكومة، فتعاركوا على إقامته ثم تجاهله الجميع، لننسى أشرف ناس فى مصر قبل حتى أن تحل الذكرى الأولى لاستشهادهم.
هل نفيق سريعا ونحاول تصحيح أخطائنا، أم أن الأوان قد فات؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. عبد الباسط
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن مصر
مانديلا قال لنا ولم نصدقه!!
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد رشاد محمد
مقاله محترمه
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مخلص
صدقنى يا اخى .. كل الذى يحدث منذ الثورة وحتى الان ما هو الا هجوم على الاسلام والمسلمين من
عدد الردود 0
بواسطة:
مدان / جيهان
أخطأت الثوره بقيامها أصلا......!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
amiralayam
والخطيئة الحادية عشر
عدد الردود 0
بواسطة:
wael
الاعلام ثم الاعلام ثم الاعلام
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
mahkmeh elthora
عدد الردود 0
بواسطة:
motasem
الله عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن رزق
الخطيئة الأكبر