رصد أحدث تقارير وزارة البيئة تحت عنوان «تقييم الأثر البيئى والاجتماعى» لتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية بالإسكندريةـ تزايد معدلات التلوث البيئى فى مياه البحر والأراضى الزراعية والهواء فى الإسكندرية، بسبب المئات من الشركات والمصانع المنتشرة، والتى تضرب بقوانين البيئة عرض الحائط لتحول عروس البحر إلى بؤرة لكافة أنواع الملوثات الخطرة.
وأشار التقرير إلى وجود حوالى 400 مسبك منها 141 مسبكاً مرخصاً والباقى غير مرخص يتركز معظمها بمنطقة أبى الدرداء بوسط مدينة الإسكندرية، وأكد التقرير أن صناعة سباكة المعادن نشاط خطير ملوث للبيئة بكل المقاييس، حيث إن عملية صهر وصب المعادن ينتج عنها كم كبير من أدخنة المعادن ومعظمها سبائك تحتوى على عناصر مثل الحديد والكروم والنيكل والمنجنيز وغيرها من العناصر التى تتحول بفعل الحرارة العالية إلى الحالة الغازية، وتعتبر هذه الغازات سبباً فى مرض سرطان الرئة وقد وردت ضمن الأمراض المهنية مما لا شك فيه أن تلك الأدخنة تتصاعد فى جو المنشأة وأيضاً خارجها وتنتقل مع الهواء الجوى إلى المناطق السكنية المحيطة، بالإضافة إلى الغازات الناتجة عن عملية الحرق، حيث إن أفران المسابك تعمل بأنواع مختلفة من الوقود وجميعها ملوث للبيئة.
ونوه التقرير عن أنه مهما اتخذت من إجراءات سلامة وصحة مهنية وكذلك إجراءات مطابقة المداخن للاشتراطات، وحتى لو كانت المنشأة تعمل فى حدود المصرح لها من المعايير، إلا أن مجموعة تلك المسابك نتيجة لتكدسها فى مكان واحد تصبح غير آمنة بالنسبة للبيئة الخارجية للمنطقة بالكامل.
أضاف التقرير أيضا أن منطقة البتروكيماويات بالعامرية غرب الإسكندرية تعد بؤرة تجمع صناعى، وتؤثر بالسلب على البيئة المحيطة بتلك المنشآت والتى تتمثل فى شركات البتروكيماويات المصرية وسيدى كرير للبتروكيماويات والإسكندرية لأسود الكربون والمصرية للغازات الطبيعية «جاسكو» والإطارات.
أشار التقرير إلى أن من أخطر ملوثات البيئة بتلك المنطقة الواقعة بمنطقة وادى القمر غرب الإسكندرية هو تلوث الهواء بأتربة الأسمنت من مداخن شركة أسمنت بورتلاند، بالإضافة إلى غبار شركة الحديد والصلب وملوثات شركة مصر للكيماويات وشركة الإسكندرية للبترول.
وأوضح التقرير أيضا أن منطقة المكس بغرب الإسكندرية تعتبر من أخطر المناطق الصناعية بالمدينة لقيام المصانع والشركات بإلقاء مخلفاتها فى مياه البحر وتشمل شركة مصر للكيماويات والإسكندرية للحديد والصلب والنصر لدباغة الجلود والمجازر والصناعات البترولية والإسكندرية للبترول ومصر للبترول بالإضافة إلى وجود 60 مدبغة خاصة تتمركز فى منطقة المكس وجميعها تلقى مخلفاتها الصناعية السائلة بما تحملها من ملوثات كيماوية ومعادن ثقيلة وملوثات أخرى دون معالجة فى خليج المكس، مما أثر بالسلب على نوعية المياه بالمنطقة وأصبح يمثل بؤرة تلوث شديد بغرب الإسكندرية.
وعن صرف المخلفات الصناعية للشركات فى خليج أبو قير، أشار التقرير أن مياه البحر فى خليج أبوقير شرق المدينة تتعرض منذ سنوات لتلوث خطير لقيام الشركات والمصانع بصرف مخلفاتها الصناعية دون معالجة على منطقة خليج أبوقير مباشرة أو عن طريق مصرف العامية وتتمركز تلك المشاكل فى ثلاث مناطق وهى منطقة الطابية فى أبوقير والسيوف والعوايد ومركز ومدينة كفر الدوار.
وأشار التقرير إلى أن من بين الشركات التى تلقى مخلفاتها مباشرة فى خليج أبوقير شركة الورق الأهلية والشركة العامة للورق وشركة أبوقير للأسمدة وأجروكيم وكيمكس للمبيدات وقها للأغذية المحفوظة والنصر لتجفيف الحاصلات الزراعية، بالإضافة إلى الشركات الموجودة فى كفر الدوار والتى تقوم بإلقاء مخلفاتها الصلبة والسائلة فى خليج أبوقير بطريقة غير مباشرة عن طريق مصرف العامية ومعظمها شركات نسيج وصناعة وهى شركة مواد الصباغة والكيماويات «أسما داي» ومصر صباغى البيضا ومصر للحرير الصناعى ومصر للغزل والنسيج . وأوضح التقرير أن الصرف الزراعى تجمع بما يحمله من ملوثات من منطقة كفر الدوار وأبوقير والطرح والطابية بالمصارف الزراعية بالمنطقة ومنه إلى مصرف العامية ثم إلى خليج أبوقير عن طريق محطة طلمبات الطابية. كما أوضح التقرير أن صرف مياه الصرف الناتجة من المساكن العشوائية الموجودة بمنطقة أبوقير نظراً لعدم وجود شبكة للصرف الصحى بمنطقة خليج أبوقير.
وأكد التقريرعلى أن صرف تلك المخلفات السائلة الصناعية والزراعية والصحية بخليج أبوقير دون معالجة يؤدى إلى تلوث الشاطئ من البحر الميت وحتى بحيرة ادكو.
وعن ورش الرخام فى الاسكندرية رصد التقرير حوالى 65 ورشة من ورش الرخام فى الاسكندرية تتركز فى منطقة الريسة بحى وسط التى تعتبر منطقة صناعية حتى عام 2017 طبقاً لكتاب إدارة التخطيط العمرانى قائلا انه يتولد من ذلك النشاط ملوثات عديدة للهواء، بالإضافة إلى الضوضاء الناتجة عن التشغيل سواء بتقطيع الرخام على الجاف باستخدام الصاروخ أو التقطيع المبلل باستخدام المنشار.
"البيئة": تزايد معدلات التلوث فى الإسكندرية
الأربعاء، 12 أكتوبر 2011 09:38 م
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم
ثروة الوطن