ندد مثقفون بأحداث الأمس أمام ماسبيرو، والتعامل بعنف مع المتظاهرين، وأنه يجب التحقيق الفورى فى هذه الأحداث ومحاسبة المسئولين عنها بشكل علنى، لأن التهاون فى هذه القضية سيضع مصر على أبواب فتنة طائفية، يراد منها حرق الوطن والتدخل خارجى فى مصر بدعاوى حماية الأقليات، كما انتقد البعض أداء المجلس العسكرى ومجلس الوزراء حتى الآن، لأنه لم يعالج المشكلة بشكل صحيح، وأداء الإعلام الرسمى الذى شارك فى إشعال الأحداث.
قال الروائى إبراهيم عبد المجيد، إنه يجب أولا معرفة كيف بدأت أحداث الأمس أمام ماسبيرو والتحقيق فى ذلك، لأنه تضاربت الأقوال حول ذلك، مما زاد من إشتعال الأحداث وتطورها بهذا الشكل، ومحاسبة المسئولين بشكل واضح، ففى البداية صرح التليفزيون المصرى أن المسيحيين هم من بدأوا بمهاجمة الجيش، مما أشعل الفتنة بين المسلمين والأقباط، ثم خرج وزير الإعلام بعد ذلك ليصرح أن هذا كان مجرد خطأ، دون الإشارة كيف حدث هذا الخطأ ومن المسئول عنه، كما يجب محاسبة محافظ أسوان لأن تصريحاته فى البداية وعدم اعترافه بوجود مشكلة وإنكاره لحدوث حريق، مما أشعل فتيل الأزمة وأغضب الكثير من المسيحيين.
ويدعو عبد المجيد الجميع، مسلمين ومسحيين إلى ضبط النفس، لأن الانفعال الزائد الآن سيؤدى إلى فتنة يراد بها حرق الوطن، وطالب بضرورة صدور قانون دور العبادة الموحد دون تأخير.
وقال الكاتب أحمد صبرى أبو الفتوح، إن ما حدث هو نتيجة طبيعة لظهور التيار الدينى بشكل كبير ما بعد الثورة، وإحكام السلفيين على وسائل الإعلام، فكان انفلات وغضب الأقباط هو نتيجة لشعورهم بالضغط.
وأضاف أنه ما كان على المجلس العسكرى مواجهة هذه المظاهرات بهذا العنف، وألا تلطخ يد المجلس بدماء المصريين سواء مسيحيين أو مسلمين، مؤكدا أن الدولة متمثلة فى المجلس العسكرى ومجلس الوزراء، منذ وقوع الأحداث حتى الآن فشلت فى أن تصل إلى أساس المشكلة ومعالجتها من الزاوية الصحيحة، فيجب العمل على وضع ملامح دستور جديد الآن يكون حاكما لشئون البلاد، وإصدار قانون العبادة الموحد فورا بعد طرحه للنقاش على القانونيين، وليس فقط رجال الدين، حتى تكون هناك مواطنة حقيقية ومساواة بين المصريين، وتشرف عليه الدولة.
وقال الناقد حسام عقل، إن الأحداث التى وقعت أمس، أمام ماسبيرو تضع مصر فى موقف شديد الخطورة، فهو يعد أخطر مأزق يحدث لمصر منذ ثورة يناير، لأنه يضع مصر على عتبة فتنة طائفية كبيرة تفتح الباب للتدخل الخارجى، بدعاوى حماية الأقليات التى تعد جسرا مباشرا للاستعمار فى شكله المعاصر.
وأكد عقل على رفض إطلاق الرصاص على أى فرد سواء من الجيش المصرى أو المتظاهرين، وضرورة معاقبة من أشعلوا هذه الفتنة بكل حزم، ومحاسبتهم بشكل رادع سواء كان مسلما أو مسيحيا، مضيفا أن هذه الأحداث هى امتداد لسقوط النخبة، والعجز عن صناعة نموذج ناجح يلتف حوله الشعب، وحل الاختلافات، وإيجاد حلول جذرية للوصول إلى جسور مشتركة بين المسلمين والمسيحيين وعزل الأصوات المتشددة منهم.
وأشار عقل إلى أن هذه الأحداث هى نتيجة للأداء السياسى المتدهور والأداء الاقتصادى الشاحب الذى تقوم به إدارة المرحلة الانتقالية، وطالب بإصدار قانون دور العبادة بعد دراسته جيدا من القانونين والمثقفين جيدا.