حذر خبراء ومستثمرو السياحة من تراجع الحركة الوافدة لمصر وأيضا الاستثمارات السياحية بسبب تجدد أحداث العنف فى الشارع المصرى، مؤكدين أ حالة عدم الاستقرار ستضرب السياحة فى مقتل خاصة أنها قطاع حساس للغاية.
ويؤكد المهندس أحمد بلبع، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، أن السياحة تمر بفترة حرجة للغاية فما أن بدأت تشم رائحة التعافى حتى جاءت الأحداث الأخيرة التى وقعت أمام ماسبيرو لتعيد أوجاعها من جديد، مشيرا إلى أن سبب صعوبة هذه الفترة بالنسبة السياحة فهو الانخفاض الحاد فى الإيرادات وتجمد الاستثمارات حتى ولو كان هناك ارتفاعا فى نسبة الإشغال فمثلا لو ارتفعت نسبة إشغالات الفنادق تصل إلى 70 % فإن معدل الدخل لهذه الإشغالات سيصل فقط إلى 40 % فقط مقارنة بالعام الماضى، وهو ما يؤكد أن هناك خسائر للمنشآت السياحية وعدم وجود أى مبالغ للصيانة.
ويضيف أن قطاع السياحة أصبح منتظرا بفارغ الصبر انتهاء الانتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة الجديدة حتى تتضح الرؤية بالنسبة، خاصة أن الحكومة الحالية مشغولة بأشياء أخرى كثيرة أهمها الإضرابات والمظاهرات والأعداد للانتخابات القادمة، وأيضا مشكلة الديون التى فاقت الحدود، لافتا إلى أن الحكومة تناست تماما الاستثمار والتنمية وكأنهما "رجس من عمل الشيطان" فلا توجد قرارات وحوافز لتشجيع الاستثمار من أى نوع .
ويرى بلبع أن الحل عودة الاستثمار والتنمية وتشجيعهما وتقديم حوافز جديدة لكى يتم ضخ استثمارات جديدة خلال الفترة القادمة، إلا أنه للأسف الشديد الحكومة لا تقوم بهذا الدور، لأنه تقوم فقط بحل مشاكل الإضرابات والمظاهرات والمستثمرين مش بتوع إضراب.. والحصيلة "صفر" أى لا توجد نتائج إيجابية ملموسة.
كما يلفت إلى أن الفترة القادمة هى أصعب فترة ستمر على مصر بصفة عامة وعلى قطاع السياحة بصفة خاصة باعتباره قطاعا حساسا يتأثر بكل ما يدور حوله، حيث تسببت الأحداث الأخيرة فى تعرضه لخسائر فادحة، مشيرا إلى أن آراء بعض التيارات الدينية المتشددة هى أكثر ما يخيف قطاع السياحة، ولذا فإننى أرى ضرورة لإسراع بتنفيذ حملة إعلامية مكثفة فى جميع وسائل الإعلام تحت شعار واحد حتى يصل هذا الشعار إلى كل السياحيين، وأطياف المجتمع المصرى المختلفة وهذا الشعار هو "الدين لله والوطن للجميع من أجل دعم استمرار ازدهار السياحة المصرية".
ويوضح أن قطاع السياحة ككل سيؤيد الحزب الذى سيقف ويساند وينهض بالسياحة المصرية من خلال خطة واضحة لدى مسئولى الحزب حول التنمية السياحية سواء بشكل شامل أو محدود فى المدن والمناطق السياحية المختلفة، وسيكون للمستثمرين السياحيين دور كبير مساندة هذه الأحزاب فى الانتخابات البرلمانية القادمة، لأن السياحة أهم موارد الاقتصاد الوطنى .
ويؤكد أنور هلال، نائب رئيس جمعية مستثمرى جنوب سيناء للتنمية السياحية، أن مصر فى حاجة إلينا جميعا لنبنى ونعيد الأمان إلى أنفسنا، خاصة أن الوضع العام فى مصر يتغير ونأمل أن يكون هذا التغير للأفضل، لأن مصر تستحق ذلك فعلا، حيث إنها دائما فى المقدمة وسنسعى بكل ما أو تينا من قوة لتظل هكذا، مطالبا بالإسراع بتكاتف جميع قوى الشعب لمحاربة الفوضى والوصول ببلدنا إلى بر الأمان لنرى مصر برؤية جديدة، كما يراها الآخرون حتى لا يضيع حلمنا، موضحا أن الرؤية لن تتغير للأفضل إلا بالعمل ودوران عجلة الإنتاج من جديد .
ويشير إلى أن الذى يرانا عن بعد وهو مهتم بالشأن يرانا أفضل مما نرى أنفسنا رغم الزلزال الذى يحدث فى المنطقة ككل، لافتا إلى أن البعض قد يرى الرؤية متشائمة لإحساسهم بسطوة المتشددين الأعلى صوتا مع خفوت صوت اللبراليين المنادين بمدنية الدولة، إلا أن البعض الآخر يرى رؤية أكثر تفاؤلا وستكون فى صالح مصر، لدرجة أن الكل أصبح مترقبا لما سيسفر عنه الوضع العام لمصر خلال الـ6 شهور القادمة، ويلفت أنور هلال إلى أنه إذا استطاعت الثورة أن تصل بنا إلى ديمقراطية حقيقية وإلى دولة مدنية سوف يكون هناك انطلاقة قوية لمصر خلال هذا القرن، وأول شىء سيستفيد من هذا الوضع هو السياحة، ولكنها إذا لم تسفر عن هذا الوضع سيحدث خلل كبير يؤدى إلى أوضاع سلبية كثيرا.
خبراء السياحة يحذرون من تراجع الحركة الوافدة بعد أحداث ماسبيرو
الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011 08:08 م
أحداث ماسبيرو تؤثر على السياحة - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة