أكرم القصاص - علا الشافعي

أيمن نور

«المجلس العسكرى.. ودرس النحاس»

الإثنين، 10 أكتوبر 2011 08:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
> أحب «المصطفيان» مصطفى النحاس ومصطفى أمين رغم أننى لم أعايشهما لكنى عشت معهما من خلال ما قرأته عن الأول، وما قرأته للأخير وما لمسته منه فى عدد قليل من اللقاءات، وربما من المفارقات الغريبة أن هذا الحب الجارف الذى أحمله للمصطفيين لا يتفق مع طبيعة العلاقة الظاهرة بينهما، فقد دأب مصطفى أمين على الهجوم والتجريح بلدد فى شخص مصطفى النحاس طوال سنوات ما قبل الثورة وربما بعدها بسنوات قليلة.. عندما ألقى القبض على مصطفى أمين وتعرض للتلفيق والتنكيل قال البعض إن هذا ذنب مصطفى النحاس، لما كان معروفاً عن النحاس من أن أحداً لا ينال من الرجل أو يظلمه إلا ويذوق من ذات الكأس وأكثر.

مصطفى الثالث الذى يحتل مكانة كبيرة فى قلبى هو مصطفى النحاس شردى، أستاذى الذى رحل عام 1987 وكان هو الآخر يعانى من هذه المزاوجة فى حب النحاس الذى سمى على اسمه، ولمصطفى أمين الذى تتلمذ على يده فى «آخر ساعة» و«الجيل» و«أخبار اليوم» بل إن مصطفى أمين هو الذى قدمه لفؤاد سراج الدين كأول رئيس تحرير للوفد.

وربما سمحت المرات القليلة التى التقيت فيها مصطفى أمين بأن أستشعر أسفه على ما قاله أو كتبه فى حق النحاس من خلال حديثه الذى لم يخل أبداً من ذكر سماحة ونقاء قلب النحاس، وهو يقارن ويعرض لمواقف مختلفة!

أذكر أننى كنت فى لقاء مع الأستاذ العملاق بمكتبه بالأخبار، وأبلغنى وأنا عنده خبرا سيئا ومحزنا، وهو رفع الحصانة البرلمانية عن مصطفى شردى بسبب إحدى القضايا المرفوعة من فوزى معاذ –محافظ الإسكندرية الأسبق– وكنت أتحسب أن تسفر هذه القضية عن سجن شردى وهو المريض الذى لا يحتمل ساعة فى السجن!
> استشعر الأستاذ قدرا من توتريا من الخبر الذى حمله له فى حضورى أحد كبار المحررين البرلمانيين بالأخبار، فقرر أن يخفف وطأة الخبر بسرد قصة ذات معنى ودلالة.
> قال إن الأمير محمد علي، صادف يوماً، حافظ رمضان، رئيس الحزب الوطنى آنذاك، فقال له أهلاً شعبان باشا وكان هذا بفعل تقدم الأمير فى السن، وضعف ذاكرته، فخرجت «آخر ساعة» وقتها باقتراح أن يتم تعيين رائد لولى العهد على غرار أحمد حسنين رائد الملك.
واعتبر الأمير العبارة سباً فى حقه وعيباً فى شخصه، وصدر حكم بالسجن 6 أشهر فى حق رئيس التحرير مصطفى أمين مع وقف التنفيذ لخمس سنوات.

ويضيف الأستاذ أن هذا الحكم ظل سيفاً مصلتاً على رقبته حتى جاءت حكومة النحاس عام 1942 التى كان يهاجمها بعنف فأمر النحاس بالعفو عن مصطفى أمين من تلك العقوبة، فاتصل مصطفى أمين بصبرى أبوعلم وزير العدل وسأله لماذا صدر العفو؟ وهل يعلم النحاس به؟ فقال صبرى أبوعلم: النحاس باشا وضع اسمك فى القرار رغم خلافك معه، وعندما اعترض البعض، قال النحاس عار علىّ أن أحرمه من حقه حتى ولو كان يعتدى على حقى.

> هكذا تكون خصومة الكبار.. عندما طلب أمين أن يبلغ أبوعلم النحاس شكره رفض أبوعلم، وقال له هذا أكثر ما يمكن أن يغضب النحاس.. فأداء الواجب لا يستحق الشكر عليه وإلا أفسده.

حقاً.. ليس مهماً أن تكون كبيراً فى صداقتك.. فالأهم أن تكون كبيراً فى خصومتك درس عابر تعلمته من رجل فى ذاكرتى كل يوم ويكبر مع كل عام، يمر على غيابه وأشعر كل لحظة أكثر، وأكثر، أننى كنت بحاجة لوجوده الآن فمن ذاق مرارة الظلم يوماً هو الأقدر أن يدافع كل يوم عن المظلومين.

(تويت):
هل يمكن أن يدرك المجلس العسكرى وقادته دلالة ما حدث فى التحرير الجمعة الماضى، هل له أن يدرك أنه أهم من أن تلبس ملابس «مدنية» –وتتجول بين الناس– أن تتلبسك روح المدنيين بكل ما تحمله من تسامح مع الآخر يبدأ بخصومك.. وليس – فقط – رفاقك؟!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود سعيد

مقال سطحي

عدد الردود 0

بواسطة:

داليا

Impressive

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الليثي

كلمات ماثورة

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم

يامصلحى فاكرنى

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

تعليق 4 استاذ حازم

عدد الردود 0

بواسطة:

العمدة

حازم حازم -بسيوني بسيوني

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

انت شايف نفسك كبير فى خصومتك مع الاخرين

عدد الردود 0

بواسطة:

سما

ماهو باين ان لك اساتذه محترمين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الشافعى

حازم حازم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ابرهيم مكاوى

الله يشفيك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة