حققت الولايات المتحدة نصرا ثانيا خلال هذا العام على تنظيم القاعدة بقتل أنور العولقى زعيم فرع القاعدة فى اليمن وذلك بعد خمسة شهور من مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن، حيث أعلنت صنعاء مقتل العولقى الذى كان مطلوبا لدى كل من الولايات المتحدة واليمن بتهم التحريض على القتل لصالح التنظيم وذلك فى غارة جوية صباح أمس الجمعة.
سطع نجم أنور العولقى، ذلك الإمام الشاب البالغ من العمر 39 عاما بعد أحداث 11 سبتمبر التى شكك فى دور المسلمين بها، إذ توافد عليه آلاف المسلمين الأمريكيين لفهم الإسلام بعد إدانته عمليات القتل الجماعى وتسجيله لإسطوانات ومقاطع فيديو تشرح السيرة النبوية ليستخلص منها دروس العصر الحالى بالإضافة إلى الهدف من شهر رمضان الكريم وهو ما عكف على نشره موقع الصحيفة الأمريكية "واشنطن بوست".
ولد العولقى ذات الأصول اليمنية فى نيو مكسيكو بالولايات المتحدة وقضى بها 21 عاما وأجاد اللغتين الإنجليزية والعربية ويعرف عنه حسن الدعابة وحبه للصيد والاستثمار وكانت من أوائل أقواله المأثورة "نحن جسر التواصل بين الأمريكيين ومليار مسلم فى العالم".
بدأت صلة العولقى الذى درس الهندسة فى جامعة كولورادو فى ولاية فورت كولينز، بفكرة الجهاد بعد هزيمة القوات السوفيتية فى أفغانستان حيث زار من أطلقوا على أنفسهم المجاهدين وأحضر معه قبعة أفغانية ارتداها فى حرم الجامعة.
كان العولقى يرى نفسه إماما معتدلا غير عنيف، إلى أن شنت الولايات المتحدة حربها العلنية على أفغانستان والعراق والسرية على باكستان واليمن وأمريكا نفسها حيث قال إن السلطات الأمريكية تستهدف المسلمين هناك بالاعتقالات ولذا راح ينادى بحقوقهم المدنية مستشهدا بمالكوم إكس الداعية الإسلامى الأشهر فى أمريكا، ومن هنا جاءت اقتناعات العولقى بأنه يدافع عن دينه، واعتقد أن العمليات الانتحارية غير مسموح بها فى الإسلام، لكن التضحية بالنفس أمر مختلف.
وفجأة اختفى العولقى ليظهر بعد تسع سنوات فى اليمن ويعلن انتهاء فترة اعتداله ونيته للحرب على الولايات المتحدة، وقال "لقد توصلت أخيرا إلى الاستنتاج بأن الجهاد ضد الولايات المتحدة فرض على كما هو فرض على كل مسلم قادر"، وانتشرت محاضراته التى تثنى على الجهاد كواجب دينى على الإنترنت.
قدرات العولقى الخطابية والبلاغية مكنته من إقناع عشرات الشباب المسلمين بارتكاب أعمال إرهابية حتى أصبح ذو شعبية لدى الكثيرين الذين اقتنعوا بأفكاره وصاروا على دربه، وكان أبرزهم البريطانى شهيدور رحمان ذو الأصول البنغالية الذى درس معه فى لندن عام 2003.
وأخذ العولقى يكرر فى بياناته التى عكفت على نشرها مواقع الكترونية متشددة جملته المشهورة "لقد تحولت الولايات المتحدة بأكملها إلى دولة للشر"، وكان من أبرز نتائج ذلك حادثة قاعدة فورت هود ومحاولات تفجير طائرة أمريكية فى 25 ديسمبر الماضى وقنبلة فى ميدان التايمز.
وفى أحد مقاطع الفيديو المنشورة على صفحات الإنترنت ظهر العولقى يقول: "ما هى التهم الموجهة إلى؟ أهى الدعوة إلى الحقيقة؟ أم الدعوة إلى الجهاد فى سبيل الله؟ أم الدفاع عن الأمة الإسلامية؟".
وتبرر الولايات المتحدة قتلها للعولقى رغم كونه مواطن أمريكى له الحق فى ممارسة حقه الدستورى فى حرية التعبير، بأنه كان على رأس قائمة وكالة الاستخبارات المركزية للإرهابيين المستهدفين بالقتل وحكم عليه قبل ذلك بالسجن فى الفترة بين عامى 2006 و2007.
"واشنطن" تحقق نصرا ثانيا على "القاعدة" بمقتل "العولقى".. بدأ معتدلا وانتهى "متطرفا".. اعتقد أن العمليات الانتحارية غير مسموح بها فى الإسلام.. ورأى أن الجهاد ضد الولايات المتحدة فرض على كل مسلم قادر
السبت، 01 أكتوبر 2011 06:01 م