بُحت الأصوات وتعبت الحناجر من النداءات وتكرار التنبيهات والرسائل للقادة والائتلافات والأحزاب، ليجتمعوا أو يلتقوا على موقف أو كلمة ليضعوا اليد فى اليد والقلب مع القلب لمواجهة أزمتنا بأسلوب حضارى صائب يحل ويربط الوقت يمضى ولاحراك ولا حياة لمن تنادى يتغير الأشخاص على المسرح ولا أمل أصلأ المسرح منهار والجمهور مل وذهب، لا أدرى لماذا استحال الاتفاق بيننا؟ لأن كل واحد منا ولن أقول فى هذه المقالة كل حزب أو ائتلاف أو حركة لأنهم أصلاً فى انشقاق كل واحد يتشدق بالعمل السياسى عجز عن الخروج من دائرة نفسه لا إحساس وطنى ولا شعور قومى ولا نستوعب شيئاً اسمه الانتماء للجماعة يوجد شخصنة صرفة أصبنا بقصر النظر وأصبحنا لا نرى إلا لمدى ملليمتر خارج شخصنا والنتيجة موجودة حالياً بالأسواق انفلات_ موديلات متنوعة من التخبط والآراء المتضاربة موجات تطرف_ فتن_ انقلابات_ تيارات انحلال، وهذه الشخصانية والطائفية والقبلية هى بقايا تخلف وهى رواسب من إنسان الغابة ومن ساكنى الكهوف كل ما يحدث فينا وبنا هذه الأيام مرورا بأحداث البلطجة المختلفة والسطو الفكرى والجنائى المسلح والقتل والسرقة والاغتصابات والتمثيل بالجثث والفوضى العشوائية والمنظمة التى أصبحت موجودة فى كل شىء فى الشارع والمحكمة والمدرسة وقنوات التليفزيون والقرارات المستفزة التى تثير غضب الشعب واستفزازه وتدفع به إلى ردود أفعال أكثر استفزازاً وبناء أسوار من العند بين الشعب والمسئولين فى شتى الكراسى الحكومية ما نراه الآن وما يجرى على مسرح الجريمة يجرى ما هو أخطر منه وراء الكواليس حيث تخطط قوى من العقول الشيطانية لتدفع باللانحرافات إلى الذروة ابتداءً من السياسة والاقتصاد والأخلاق والعقيدة مرورا أيضاً بالفكر والسلوك لتحول الشباب إلى قطيع من أى وسيلة مواصلات حيوانية يسهل ركوبه واقتياده إلى هدف إشاعة الفوضى والدمار ولعن اليوم اللى عرفنا فيه يعنى إيه ثورة ونصل إلى درجة القول (ياريت اللى جرى ما كان) ساذج من يتصور أن ما يجرى على مسرح العاصمة وضواحيها مجرد مصادفات وأن الأسعار ترتفع وتهوى والبترول ينفد والبنزين يختفى والسفارات تشتعل والمحاكم تُدمر وأقسام البوليس والكمائن تُقتحم والحروب الصغيرة تشتعل أكثر لتأكل أرزاق دول المنطقة العربية هل يحدث كل هذا صدفة!! وبدون اتفاق وتحريض؟ لمصلحة أصحاب المصالح!
صحيح أن ما يجرى هو حاصل جمع فساد عقول وضمائر مذبوحة وشيطنة نفوس مازالت موجودة بعيوبها وسلبيتها فى حكومات اللحظة الأخيرة كما يفهمها البعض! ولكن تداعى سيناريو الأحداث بهذه الطريقة وحدوث الفوضى بهذه الكيفية يؤكد أن تواكُب الأحداث وراءه مُخرجين لسبب بسيط جداً أن هناك مستفيدين من الفوضى لم أُكمل كتابة مقالى هذا وظهر خبر اعتراض إسرائيل واتخاذها أيضاً رد فعل وتصدير أمريكا فى الصدارة للضغط على المجلس العسكرى لتأجيل الانتخابات التشريعية إلى أجل غير مسمى حسب تصريح التليفزيون الإسرائيلى.
إن المقترح عُرٍض على بعض المحافل فى مجلس الكونجرس، وتحديداً المعروفة بتأييدها الأعمى لإسرائيل، وذلك لإقناعها بتبنى المقترح والعمل على أساسه.
الرعب من الانتخابات فى مصر مرتبطة بقلق النخبة الحاكمة فى إسرائيل الشديد إزاء ردة الفعل الشعبية المصرية العارمة تجاه جريمة قتل الجنود المصريين قبل ثلاثة أسابيع، والتى بلغت ذروتها باقتحام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة لمصلحة من يحلو جو الفوضى والإرهاب الداخلى الذى نعيشه ولمصلحة من تؤجل الانتخابات؟ خوفاً على أمن إسرائيل وأن الوقت مش مناسب والشعور بالأمان للمواطنين المصريين؟ مش مهم؟ هناك مستفيدون من وجود حكومات فقيرة وحكومات فاشلة وكثرة جاهلة تابعة تزداد جهلا وغباء وقلة عالمة تزداد علماً وغنى وأيضاً كوارث تجرى وبالتالى سقوط ضحايا والتدخل فى شئوننا الداخلية أصبح عاديا وحقا مكتسبا لدولة فى حجم إسرائيل فى يدها أن تُحرك خيوط عرائس الحكومات من موقعها مطلوب أن يجتمع الكل ويتحد ويتفق على نزع فتيل الأزمة التى نمر بها ومطلوب أيضا أن تصفوا النوايا وأن يسود العقل مرة أخرى للأسف تقف الزعامات الشخصانية حائلاً ويغلب الكبرياء الشخصى على المرحلة المفزعة التى نمر بها من جديد نخرج من متاهة لنلتقى فى متاهة أخرى وتتغلب السفاهة على العقل والحماقة على الحكمة يجب أن نتغلب على رعونتنا وخلافاتنا الداخلية التى تصب فى مصلحة وحساب دول الجوار! تُرى هل نحتاج لغاندى آخر ليقود المسيرة! أتمنى ألا يظهر فى وقت يكون قد فات الأوان مطلوب حياة ديمقراطية برلمانية حقيقية تولد من تيارات حزبية متفقة وليست متناكفة وزعماء يأتون بالانتخاب وليس بقائمة نعم! ولا!
لابد من فتح النوافذ وتهوية الغرف التى يتجمع فيها دخان المؤامرات وضباب الفوضى التى يريدون أن يجعلوا منها مقبرة لأجيال قادمة يؤمنون هم أن هذه الأجيال ستكون السر فى فنائهم مطلوب أن نتنازل عن الكبرياء والعظمة وترقب الكلمات على أطراف الألسنة للتخلص من أصحابها ومحاربة كل السبل لطرق التعبير فى الجرائد والقنوات الممنوع ترخيصها أو حتى على تغريدات تويتر أولى الأمر نحن نحتاج بعضنا فالتاريخ لم يبق على جبار أو ظالم أو ديكتاتور ومتغطرس أمثال هتلر_ ومن قبله نابليون_ وبسمارك_ وهانيبال_ وجنكيزخان وهولاكو، ولكن خلد غاندى ومانديلا.
