رفضت جامعة الدول العربية الضغوط التى مازالت تمارسها واشنطن على الجانب الفلسطينى للتخلى عن إعلان دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدة أن قرار الكونجرس الأمريكى اليوم السبت، بمنع تحويل مساعدات مالية للسلطة بقيمة 200 مليون دولار لن يثنى الفلسطينيين عن الاستمرار فى متابعة طلبهم الذى تم توجيهه الأسبوع الماضى، لمجلس الأمن للحصول على اعتراف بدولتهم، كما لم تمنع العرب عن دعم هذا التوجه المشروع.
وأكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن قرار التوجه لمجلس الأمن جاء بعد إجماع عربى وإصرار فلسطينى ولن نتراجع عن دعمه، أما الكونجرس الأمريكى فلقد أصبح يتخذ مواقف أخطر من الكنيست الإسرائيلى نفسه، ويعكس هذا القرار الآخير كيف أنه يعاقب الشعب الفلسطينى لمجرد سعيه للحصول على حقوقه المشروعة، وتعمل أمريكا وهى دولة عظمى على معاداة الفلسطينيين.
وأوضح صبيح أن أمريكا فقدت مصداقيتها فى المنطقة العربية بسبب قراراتها المنحازة لإسرائيل، وصورتها اهتزت فى المنطقة بأكملها بسبب مواقف الكونجرس المخزية من كافة القضايا العربية وليس فقط القضية الفلسطينية.
وأشار الأمين العام المساعد إلى أن مواقف الكونجرس تطورت بما لا يتفق مع مصالح الولايات المتحده فى المنطقة، لافتا إلى أن قطاع فلسطين فى الجامعة العربية قام برصد تحركات الكونجرس التى تقف فى وجه القضية الفلسطينية وتعمل على إفشال الجهد العربى الفلسطينى للحصول على العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية فى الأمم المتحدة، ومن ضمن تلك التحركات مشروع القانون الذى قدمه 30 نائباً، والذى يؤيد قيام إسرائيل بضم الضفة الغربية، فى حال استمرت السلطة الفلسطينية فى إصرارها على الحصول على اعتراف بها من مجلس الأمن.
وطالب السفير صبيح بضرورة وضع حد لمواقف أعضاء الكونجرس المناوئة لحقوق الشعب الفلسطينى، مؤكداً أن هذه المواقف تعادى عملية السلام برمتها، مشددا على أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت نفسها وثقلها فى منطقة الشرق الأوسط محل شك وموضع تساؤل فى ظل مواقفها المناهضة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وكان الكونجرس قد ناقش نهاية أغسطس الماضى، منع تقديم المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، بسبب المسعى الفلسطينى فى الأمم المتحدة، ومع نهاية السنة المالية لم يتم تحويل مبلغ 200 مليون دولار كان يفترض أن يتم تحويلها للسلطة.
وجاء أن هناك مطالبات فى الكونجرس بمنع الفلسطينيين من الحصول على مساعدات مالية للعام القادم، والتى يتوقع أن تصل إلى 600 مليون دولار، وهو المعدل السنوى للمساعدات الأمريكية للسلطة منذ العام 2008.
ورغم قرار الكونجرس إلا أن السلطة الفلسطينية أكدت مواصلة العمل فى مجلس الأمن من أجل الحصول على عضوية فلسطين فى الأمم المتحدة، كما أكدت على أنه "لا يمكن إجراء مفاوضات تفتقد إلى أدنى حدود المسئولية والجدية لإنجاحها".
صبيح: منع 200 مليون دولار من مساعدات السلطة يضر بمصالح واشنطن
السبت، 01 أكتوبر 2011 02:52 م
السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة