زيارة المشير وأحمد عاطف

أعرف جيدًا الصحفى الشاب أحمد عاطف، بطل قصة زيارة المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلى وسط القاهرة، والتى أثير حولها ضجة كبيرة لم تنته حتى الآن، رغم أن الزيارة تمت الأسبوع الماضى.

أحمد عاطف من الكتيبة الصحفية الأولى التى انضمت إلى الزميلة جريدة الكرامة، وهو مخلص وصادق وكفاءة، وصاحب موقف سياسى وطنى، وأثق فى شهادته حول الزيارة، والصدفة التى قادته إلى أن يراها مباشرة، ورغم أنه ظهر على أكثر من قناة فضائية يروى فيها ما حدث، وكيف التقط بعدسته «الديجيتال» صور الزيارة التى اعتمدت عليها كل وسائل الإعلام، فإنه حدثنى متألـمًا مما سمعه وقرأه من انحراف البعض فى تفسير الزيارة إلى اتهامه هو بالتواطؤ، بمعنى أنه جزء مما قيل عن أن الزيارة لم تكن بريئة وبالصدفة، وإنما كانت معدة سلفًا.

سألت أحمد عاطف عن ظروف تصويره للحدث، وقبل أن أنقل ما ذكره أنوه إلى أن أستاذنا الكبير الراحل كامل زهيرى كان يقول لنا ونحن نستعد لإصدار جريدة العربى: إن أدوات الصحفى من كاميرا وتسجيل وأقلام وأوراق يجب أن تصحبه فى كل مكان، وربما تحتاجها مرة واحدة فى حياتك تصنع منها اسمك الصحفى، وزميلنا أحمد عاطف كانت معه الكاميرا، ولهذا تحقق له انفراده الصحفى الذى شغل مصر كلها.

أعود إلى ما ذكره لى، وباختصار قال إنه كان بصحبة صديقيه الصحفيين، وصديقينا أيضًا، طارق السعيد، الصحفى فى الكرامة، ومحمد سعد عبدالحفيظ، الصحفى فى الشروق حاليًا، والكرامة سابقًا، وفوجئ الثلاثة بالمشير يرتدى زيه المدنى متجهًا إلى سيارته التى كانت تقف على نفس رصيف مقر الكرامة، وبأن الناس تسلم عليه وتتحدث معه، وهنا أخرج الكاميرا ليلتقط الحدث، وكان أحمد فى طريقه إلى الفضائية المصرية للقاء تليفزيونى، فأخبر الزميل علاء أبو زيد معد البرنامج بما شاهده، وبدأ علاء دورة الاتصالات فى القناة لتنتهى بإعطاء أحمد ما لديه من مادة صحفية ليتم إذاعتها.

أحمد عمل طبقًا لأصول مهنته الصحفية بنصيحة أستاذنا كامل زهيرى التى لم يستمع إليها منه بحكم عمره، وفى الوقت نفسه ليس طرفًا فى تأويلات أهداف الزيارة، حتى لو تحدث عن انطباعاته عنها.