أكد المحلل السياسى مشهور إبراهيم أحمد، أنه مع قيام الثورات فى العالم العربى تجددت الآمال وبدأ يتشكل مناخ جديد، من المتوقع أن يؤدى إلى زوال الكثير من الأسباب، التى أدت فى الماضى إلى دفع خيرة الكفاءات فى بلادنا إلى الهجرة، ومن هذه الأسباب تردى الأوضاع الاقتصادية وفساد الحياة السياسية وعدم احترام حقوق الإنسان وتجاهل البحث العلمى وتدهور التعليم.
ودعا مشهور إبراهيم أحمد فى مشروع كتابه "هجرة الكفاءات: الأسباب – الآثار- استراتيجيات المواجهة"، إلى تفعيل استراتيجيات الاستفادة من الكفاءات المهاجرة، من أجل دفع عجلة التنمية وتحقيق النهضة الحضارية المرجوة، مستغلين فى ذلك الحراك الحادث فى مصر بعد ثورة 25 يناير، وفى المنطقة العربية ككل.
وتشير الإحصائيات التى تضمنها الكتاب إلى أرقام مخيفة، منها أن 54 % من الطلاب العرب الذى يدرسون فى الخارج لا يعودون إلى بلدانهم، وأن "مئات الآلاف" من أفضل العقول والكفاءات العربية تُقيم بالفعل خارج الوطن العربى، منهم عشرات الآلاف ممن يعملون فى تخصصات علمية نادرة ودقيقة وحساسة.
وأكد الكاتب، أن تفعيل استراتيجيات "هجرة الكفاءات" يزداد إلحاحًا إذا أدركنا أن معدلات التنمية فى أى بلد تتناسب طرديًا مع توافر الكفاءات فى كافة المجالات، وبمعنى آخر، فإن هجرة الكفاءات تُعد من أهم العوامل المؤثرة على التنمية، التى تتطلب نقلة ضخمة فى شتى قطاعات الدولة، وعلى رأسها الاقتصاد والتعليم والصحة والبحث العلمى.
وأشار الكاتب إلى أن هناك خيارين فى مسألة الاستفادة من الكفاءات المهاجرة، أولهما "خيار العودة" بتبنى الإجراءات والاستراتيجيات، التى يُمكن أن تقنع الكفاءات فى الخارج بالعودة كى يساهموا فى التطوير، ويُعد ذلك الخيار أمرًا عسيرًا فى المرحلة الحالية، لما يتطلبه من خطوات مادية واقتصادية وعلمية، قد تفوق قدرات البلدان الساعية للنهوض، ومع ذلك يظل هذا الخيار هدفًا مأمولاً فى المراحل اللاحقة.
ويتمثل الخيار الثانى، وهو الأكثر واقعية فى المرحلة الحالية، فيما يُطلق عليه استراتيجية "الاستثمار عن بعد"، وتقوم هذه الاستراتيجية على تجاوز موانع الحدود الطبيعية بدعوة الكفاءات المهاجرة للمساهمة فى تطوير بلدانها من دون العودة بالضرورة إلى الوطن.
ويضيف مشهور إبراهيم، أن التطورات فى حقل تقنيات الاتصالات والمعلومات والإنترنت، تُدعم من استراتيجية "الاستثمار عن بعد"، فى ظل أن جزءًا لا يستهان به من الكفاءات، التى هاجرت قد تفضل الاستقرار فى موطنها الجديد لصعوبة التخلى عن كل ما حققته من مكانة علمية واستقرار اجتماعى، خاصة فى ظل ضعف إمكانيات بلادنا العلمية والتكنولوجية التى يمكن أن تحتوى هؤلاء.
ويوضح الكاتب، أن الاستفادة من خبرات ومهارات تلك الكفاءات سيعطى دفعة كبيرة لعملية التنمية فى كافة جوانبها، كما أن التواصل بين هذه الكفاءات فى الخارج ونظيراتها فى الداخل عبر مشروعات بحثية مشتركة وتطبيق ذلك لحل مشكلاتنا الملحة، وعلى رأسها البطالة وانخفاض الأجور والفقر، سيؤدى إلى تشجيع الكفاءات فى الداخل، ووقف نزيف الكفاءات المستمر أو على الأقل تضاؤله إلى أقصى درجة ممكنة.
ويقترح الكاتب فى كتابه حزمة كاملة من الإصلاحات ضمن منظومة تنموية متكاملة، تشمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والثقافية، بما يكفل تهيئة مناخ صحى، يساعد على الإبداع والعمل والإنتاج دون كبت للحريات الأكاديمية ودون انتهاك لحقوق الإنسان، وهو ما يضعنا على طريق الإنطلاق نحو نهضة حضارية كبيرة تليق بتاريخنا وحضارتنا.
يذكر أن المحلل السياسى مشهور إبراهيم عمل محللاً سياسيًا بمركز الخليج للدراسات الإستراتيجية، ثم عمل مديرًا لوحدة الدراسات الاستراتيجية بمركز البحوث والدراسات "عرب المستقبل"، كما عمل رئيسا للقسم السياسى بصحيفة "الوطن" العمانية بمكتبها بالقاهرة، ثم نائبًا لمدير مكتب "الوطن" بالقاهرة، وله عشرات الدراسات المنشورة فى دوريات علمية داخل وخارج مصر.
دراسة: الربيع العربى فرصة للاستفادة من الكفاءات المهاجرة
السبت، 01 أكتوبر 2011 01:14 ص
مشهور إبراهيم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد
ليتهم ينتبهون
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
البقرة الحلوب
عدد الردود 0
بواسطة:
د. شاكر
الاستفادة من الخبرات المهاجرة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح أبوعرايس - خبير اقتصادي مصري
بالعكس . أغلب الكفاءات تهرب بعد الجحيم العربي
عدد الردود 0
بواسطة:
منتصر
لا للتشاؤم نعم للربيع العربي
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم
موضوع بالغ الأهمية