حمدى رسلان يكتب: حب بدون زواج وزواج بدون حب

السبت، 01 أكتوبر 2011 08:07 ص
حمدى رسلان يكتب: حب بدون زواج وزواج بدون حب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أغلبنا مر بتجارب عاطفية فى المرحلة الجامعية، وعاش قصة حب مع زميلة له، وتمنى أن تكون هذه الزميلة هى زوجة المستقبل له، ومن تشاركه رحلة كفاحه وما تبقى له من عمر فى هذه الحياة، ولكن ما يتمناه المرء شىء وما يحدده الواقع لنا شيئاً آخر.

لأن عواطف الإنسان ومشاعره محررة من أى قيود مادية أو عادات اجتماعية أو التزامات أو حسابات، وخارج نطاق تفكير العقل والمنطق، يعيش طرفان القصة، حالة الحب طوال سنوات الدراسة دون معرفة لنهاية هذا الحب، فهم لا يفكرون فى شىء سوى أنهم يتقابلون يومياً لمدة أربع سنوات ويتبادلون المكالمات التليفونية وكلمات الحب والهيام والإعجاب، والسهر على سماع الأغنيات العاطفية، ووعد كل طرف للآخر بعدم الفراق مهما كانت الأسباب.

ولكن يسقط هذا الحلم وينهار مع استلام شهادة التخرج، فهنا لابد أن يتخذ الشاب خطوة إيجابية للحفاظ على حبيبته حتى لا تضيع، وهذه الخطوة بالطبع هى التقدم لأهلها لكى يخطبها، وأول عقبة يقابلها هذا الشاب هى من أهلهِ الذين ينتظرون منه رد الجميل لهم وتعويضهم عن شقائهم عليهِ وتعبهم طوال فترة دراسته من الابتدائى حتى التخرج، فكيف يصارحهم ويفاتحهم فى شىء كهذا، خاصةً إن كان هو أكبر أشقائهِ، ويعوّل والدهُ عليه أمل كبير فى تحمل المسئولية معه فى تربية باقى أشقائه، خاصةً فى العائلات محدودة الدخل.

ثم تأتى ثانى عقبة وهى البحث عن العمل حتى يستطيع أن يتقدم لحبيبته، وبما أن العمل هذه الأيام ليس مرتبطا بالشهادة أو له علاقة بها، فهو بالتأكيد سيضطر لأن يعمل فى أى مهنة تقابله للحصول على المال والاعتماد على نفسهِ، وتخفيف العبء عن عائلته.

ثم يفاجأ بعد كل هذا بشىء أصعب عندما يتقدم لفتاته، وهى المقارنة من أهلها بينه وبين العرسان الذين تقدمه لها من قبل أو العرسان الذين فى الانتظار، وبما أن إمكانيات هذا الشاب فى هذه الحالة تساوى (صفراً) بالنسبة لأهل الفتاة، لا وظيفة مرموقة ولا شقة ولا مستقبل ولا عائلة غنية إلى آخره من مقاييس الزوج المناسب التى تختاره العائلات لبناتها، فالبتأكيد سيقابل طلبه بالرفض، وهذه الحالة ممكن أن نسميها (حب بدون زواج).

وعندما يفقد هذا الشاب حبيبته التى تتزوج من غيره، وتحت تأثير الصدمة العاطفية يترك الزواج جانباً ويفكر فقط فى بناء مستقبله، وتمر به السنوات دون أن يشعر وهو يحاول بناء نفسه وتعويض هذا النقص بهِ، وعندما ينجح فى هذا، يكون قد تخطى الثلاثين من عمرهِ بسنوات، وبالتأكيد عندما يفكر فى الزواج لا يفكر فى فتاة بهذا السن الذى قد يبدوا كبيراً بالنسبة لأى فتاة، ولكنه سيتجه إلى فتاة فى العشرينات من عمرها، وربما كانت هذه الفتاة تمر بنفس حالة الحب التى كان يمر بها هذا الشاب مع زميلته الأولى، فقد تكون هى أيضاً مرتبطة عاطفياً مع زميل لها فى نفس سنها، ولكن نقص إمكانياته تحكم على قصتهم بالفشل ، وترجح كفة الشاب صاحب القصة الأولى.

وهكذا نرى أن كل شاب مر بتجربتين مختلفتين، الأولى خرج منها خاسراً حبيبته الأولى والتى لم يستطع أن يقنع أهلها بزواجهما لنقص الإمكانيات، وقد فاز بها شاب آخر أكبر منها سناً، ولكنه لديه كافة الإمكانيات التى تؤهله للزواج، والتجربة الثانية فعل هذا الشاب مثل ما فعله غريمه مع فى الماضى، وارتبط بفتاة قلبها مع آخر، ولكنه هذه المرة كان حكم عائلتها وقرارها لصالحهِ، لأنه العريس المناسب لها، فقد خسر فى التجربة الأولى له، وقد فاز فى التجربة الثانية، ولكن فى اعتقادى أنه خسر فى الحالتين، ففى التجربة الأولى أحب فتاة لم يكن له أمل فى أن يتزوج بها، وفى المرة الثانية تزوج فتاة لم يكن له أمل فى أن يحبها أو تحبه، لتصبح حياته مقسمة بين ذكريات الحب الجميل الذى لم يكلل بالزواج، وحاضر الزواج الذى يصبح خالياً من العواطف والمشاعر، أى زواجاً تقليدياً بمعنى الكلمة.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد نايل

فعلا هو ده اللى بيحصل

يسلم فمك

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

رفقا بالنساء

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو عمران

والله فعلا حصل اقر واعترف انه حصل

عدد الردود 0

بواسطة:

merna

that wright

عدد الردود 0

بواسطة:

رامى مرسى

هو دة الواقع بالظبط

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

لا فض فوك

فعلا صحيح كل كلامك 100 %

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدي يوسف

كيف تخلق الحب ان لم تجده

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد

كلامك صح 100%

عدد الردود 0

بواسطة:

hema

الله ينور

كلام سليم وده الي بنشوفه كل يوم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ابراهيم

ده نتيجه للعادات و التقاليد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة