.. أنت إن سكتَّ مُت
.. أنت إن نطقتَّ مُت
.. قلها إذن ومُت!!
.. على هدى من هذا البيت للشاعر معين بسيسو، أبدأ معكم أولى سطورى ككاتب فى صحيفة «اليوم السابع»، بعد عام كامل من التوقف عن الكتابة – أو بالأصح – المنع من الكتابة!! أكتب لكم هذه السطور من ميدان التحرير لأروى لكم قصتى مع الحرية!!
.. قصتى مع المنع من الكتابة قصة طويلة، فمنذ سنوات طويلة بدأت كتابة عمودى اليومى «يوميات صحفى مشاغب» فى جريدة «الوفد» منذ أكثر من ربع قرن، وعندما توفى الراحل مصطفى شردى، كان أول قرار يصدره الراحل جمال بدوى، هو منعى من الكتابة (!!)
.. بعد انقطاع لم يستمر طويلاً، عُدت لجريدتى الأثيرة وقتها «الوفد»، أكتب عمودى اليومى حتى مات فؤاد سراج الدين، فصدر قرار بمنعى من كتابة زاويتى، بل وإقصائى من عملى وحزبى!!
.. فى هذا الوقت كنت أكتب عدة مقالات يومية، وأسبوعية، فى صحف ومجلات مختلفة، من بينها مجلة «أكتوبر» وجريدة «الأحرار» و«الميدان» وغيرها.. وفجأة بعد حصولى على 168 صوتاً فى انتخابات رئيس ووكيل مجلس الشعب عام 2000 صدر فرمان فى يوم واحد بمنع نشر مقالاتى فى تسعة صحف ولأسباب مضحكة، حتى إن أحد الظرفاء من رؤساء التحرير، قال لى: هل حدثك الأستاذ رجب البنا، والأستاذ فلان، فقلت له: نعم!! فقال لى وأنا شرحهم (!!)
.. عُدت للكتابة اليومية، مع صدور جريدة «الغد» عام 2005، وظللت أكتب مقالى حتى دخولى السجن عقب الانتخابات الرئاسية، وبعدها بعامين كاملين، وفى عام 2007، صدر فرمان آخر بوقف طباعة «الغد» الجريدة وبالتالى توقفت عن الكتابة مرة أخرى..
.. شهور قليلة ووصلتنى فى سجنى دعوة كريمة من الزميل والصديق إبراهيم عيسى لكتابة مقال يومى مع بداية إصدار «الدستور» يومياً.. وبالفعل بدأت الرحلة وسط مخاطر وقيود المنع من الكتابة فكان كل مقال مغامرة فى كتابته، ومغامرة أكبر فى خروجه، ومغامرة فى رد فعل نشره!!
.. كنت أدرك، أن الكتابة اليومية من سجن مخاطرة يومية، وربما عملية انتحارية، كنت كل يوم أبذل جهداً فى كتابة سطورى، وكنت أبذل – فى صمت – أضعاف هذا المجهود كى تصل هذه السطور حية، ساخنة بنار السجن، إلى القارئ..
كان شباكى اليومى طاقة سحرية، أبادل فيها سطورى الهاربة بأشعة الشمس، وطعم الحرية، الذى لم أشعر به خلال سنوات سجنى المظلم، والظالم، إلا فى تلك اللحظات التى أنجح فيها فى تهريب سطورى وكلماتى للدنيا.
حولت الكتابة اليومية سجنى إلى معنى ورسالة، فتغيرت حياة السجن ومواعيدى احتراماً للقائى اليومى مع قارئى وأفكارى ومواقفى التى عادت للنور عبر «شباك نور»
كانت «الدستور» وقتها هى بيتى الثالث بعد «الوفد» و«الغد»!! وظل هذا البيت مفتوحاً حتى أبلغنى الصديق إبراهيم عيسى – منذ عام– بخبر بيع الجريدة، وأن المشترى الجديد لم يطلب أى تعديل فى سياسة التحرير، سوى إغلاق «شباك نور»!!
مُنعت مجدداً من الكتابة، بعد خروجى من السجن، الذى لم يتمكن سجانى فيه من منعى عن الكتابة طوال أربع سنوات، فعلوا فيها كل شىء لمنعى، ولم يتمكنوا!!
عام مضى.. غاب فيه النظام الذى كان يتوحم دائماً على قلمى!! ورغم هذا ظل قرار المنع سارياً – فلا صحيفة صديقة - ولا غير صديقة – طلبت منى العودة للتنفس، حتى بادر الصديق العزيز خالد صلاح، بدعوتى للانضمام إلى قطار اليوم السابع!!
ما أروع وأرق هذه الدعوة أو البطاقة الموقعة من الصديقان خالد صلاح ووليد مصطفى، إنها ليست بطاقة ذهاب بل هى بطاقة عودة للروح، لتوهج الأفكار، والعزف على أوتار الصدق والحرية فى زمن مازالت فيه الحرية توزع بالبونات كالسلع التموينية وكمنح الكتابة للبعض فى الصحف القومية (!!) ونصف القومية (!!)
-- تويت :--
الذين يحددون اليوم من هو منافسهم المُحتمل هم الذين سيحددون غداً من هو معارضهم الذى يحتملونه!! لعنة الله على الاستبداد والإقصاء والتعالى – فى كل عصر – حتى لو كان من أقرب الناس!!
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
مقال متوازن
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد بدوي
وحشتنا
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
منور يا أستاذ أيمن
عدد الردود 0
بواسطة:
حامد
متخافش
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السعيد
مرحب بيك يا دكتور
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد الخشاب
وعـــجـــــبـــــــــي
عدد الردود 0
بواسطة:
شادي السلفي
وحشتني والله
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسين المرسى
عاوز اقول كلمة ..............................
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسين المرسى
عاوز اقول كلمة ..............................
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور محمد عبدالحميد(اخواني)
اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر