فى خبر نشرته اليوم السابع بتاريخ السبت 12/25 عن لسان الدكتور المغربى وزير الإسكان أن مرور مياه الشرب بالمواسير المسرطنة لا يضر المواطنين. وقال المهندس أحمد المغربى، وزير الإسكان بالحرف الواحد أن مرور المياه من خلال مواسير الإسبستوس المسرطنة لا يؤثر على لا صحة الإنسان، ولا يصيبه بالسرطان، وكان ذلك أثناء انعقاد جلسة الإسكان والمرافق العمرانية مع بدء فعاليات المؤتمر السنوى السابع للحزب الوطنى، مضيفا أنه وزير ويعلم جيدا تأثيرها على حياة الإنسان، قائلا أنا وزير وعارف أنا بقول إيه، مواسير الإسبستوس البلاستيكية مسرطنة، ولكن مرور المياه فيها لا يؤثر نهائيا على حياة الإنسان، وإنما تؤثر فقط على عمال التركيب والتقطيع، ولما قاطعه أحد الحضور بأنها أبحاث علمية التى تؤكد ذلك، رد عليه قائلا أنا وزير وأؤكد من هنا أنها تؤثر فقط على العمال.
والمعروف علميا أن مادة الإسبستوس مادة شديدة الخطورة كما صنفتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان، مؤكدة أنها تصيب الإنسان بالسرطان، وخاصة الجهاز التنفسى، وأكدت على خطورة هذه المادة ليس فقط على من يعملون فى مجال تصنيعها وتركيبها، وإنما تكمن خطورتها فى الألياف الصغيرة المتطايرة منها، التى تسبب الأمراض الرئوية إذا ما استنشقها الإنسان، وبالتالى فلم يعد خطرها محصوراً على من يعملون بها، وإنما على جميع المحيطين بالمنطقة التى يتم التصنيع فيها، وهذا ما دفع منظمة العمل الدولية لإصدار القوانين التى تحرم استخدامها، نظراً لخطورتها الشديدة التى تتمثل فى شقين، أولهما أن تصيب الإنسان بسرطان الجهاز التنفسى عن طريق التنفس، واستنشاق هذه المادة، وثانيها أن جريان المياه داخل المواسير على المدى الطويل يؤدى إلى سرطان المرىء والمعدة.
ولذلك فقد منعت جميع دول العالم استخدام هذه المادة فى تصنيع مواسير مياه الشرب واستبدلت الكائن منها، ما عدا مصر. والسبب معروف هو تمتع شعب مصر بحصانة خاصة، ولكن هذه الحصانة ليست كحصانة النواب والوزراء فى البرلمان، ولكنها حصانة من نوع خاص حصانة ربانى منحها الله إياها، فنأكل الخبز المصنوع من الدقيق المسرطن، ونشرب المياه ذات المواسير المسرطنة، ونأكل اللحم المستورد بدوده، ولا يصيبنا شىء.
وطبعا بم أن سيادته وزير كما قال، فهو يشرب المياه المعدنية ولا يهمه كثيراً إن كان كام مليون مصرى، قد يصاب بالمرض ويموت، وما الضرر إذا كان تعدادنا قد تعدى الثمانين مليون والخير كتير والحمد لله.
وما هو مثير للدهشة وللأعصاب، وكل شىء هو الطريقة التى تحدث بها سيادة الوزير، فهى وحدها كفيلة بإصابة المواطنين بالضغط والقلب والسكروليس السرطان فقط، وخاصة عندما وقف يؤكد على خطورة هذه المادة على العمال، وأنه يعلم ذلك، أليس هؤلاء العمال من بنى آدم أليسوا مواطنين مصريين ولهم حقوق المواطن، أين من ينادون بحقوق الإنسان؟ أين الضمير؟ الآن فقط فهمت معنى الشعار الذى ينادى به الحزب من أن هدفه هو المواطن المصرى، وعرفت أن المواطن المصرى قد أصبح هدفاً ولا تعليق.
المهندس أحمد المغربى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة