أكد الروائى صنع الله إبراهيم أن الوحدة الوطنية بين أفراد الشعب المصرى المسلمين والمسيحيين قائمة ومستمرة حتى الآن، بالرغم من تفجيرات الإسكندرية الأخيرة.
وأوضح صنع الله خلال احتفالية دار الثقافة الجديدة بالذكرى الـ85 لميلاد المناضل محمد يوسف الجندى، أحد أبرز رواد حركة "حدتو"، والذكرى الثالثة لوفاته أمس، أن دار الثقافة قد أصرت على إقامة هذا الاحتفال بالرغم من الأحداث الإرهابية الأخيرة والاعتداءات على كنيسة القديسين بالإسكندرية، لتأكيد هذه الوحدة.
وعن الحركة "حدتو" قال صنع الله إنها تعد أول حركة سياسية فى مصر بعد حزب الوفد القديم تضم بين أعضائها المسلمين والمسيحيين واليهود دون التفرقة بينهم على أساس الدين.
وأضاف أن "حدتو" تركت بصمات واضحة فى الحياة السياسية المصرية، حيث أنتجت جيلاً من المحترفين الثوريين، الذين لديهم استعداد تام للتفرغ للعمل السياسى دون مقابل مادى، بل وأنتجت مفهوم العمل التطوعى لأول مرة.
واستطرد قائلاً: محمد يوسف الجندى هو أحد أبرز مناضلى الجيل الأول للحركة الشيوعية "حدتو"، والذى كان مخلصا لأفكار الحركة وأعطى حياته كلها لها، كما تخلى عن ميراثه كاملا لها، مضيفاً أن "الجندى" مر فى كفاحه بعدة مراحل، منها: مرحلة الهرب والكفاح الثورى فى الأربعينيات والخمسينيات، ثم مرحلة الاعتقال، حيث تعرض الجندى للاعتقال لمدة خمس سنوات من عام 1959 حتى عام 1964 أثناء هجوم النظام الناصرى على الشيوعيين، ثم تعرض للاعتقال مرات أخرى طوال فترة السبعينيات، ثم مرحلة التخلى عن العمل السرى والانخراط فى النشاط العام.
وأشار إلى أن الجندى بعد تخليه عن عمله السياسى السرى اتجه لإنشاء دار الثقافة الجديدة للنشر فى عام 1962، لتكون بمثابة منارة للفكر الاشتراكى.
من جانبه قال الروائى شريف حتاتة أنه تعامل مع محمد يوسف الجندى لسنوات طويلة خلال عمله بحركة حدتو، إلا أنه لم يتكلم معه فى وقت سابق بشكل شخصى، مضيفاً أنه بالرغم من وفاته إلا أنه لا يزال يعيش بيننا.
وأوضح أن الجندى منذ عمله بحركة حدتو لم يتوان يوماً عن عمله بها، ولم يتخل عن كفاحه الثورى، بل كان دائماً يشجعهم ويعطيهم أملاً فى مستقبل أفضل.
وأكد ألبير أرييه، الذى كان زميلاً لمحمد الجندى فى نفس الزنزانة بسجن القناطر، أن الجندى كان نموذجا لجيل ضحى بكل شىء، واختار الطريق الصعب من أجل تحقيق هدف قومى لوطنه.
وأضاف أنه كان يسمع دوماً عن الجندى قبل أن يراه بأنه يمتلك تاريخا نضاليا كبيرا، حتى التقى به فى سجن القناطر وتعرف عليه بشكل شخصى منذ عام 1959حتى 1964، وعاش معه فترة من فترات نضاله.
وقال الكاتب أحمد القصير إن محمد الجندى هو رمز لجيل الأربعينيات الذى اعتبر قضية التحرر الوطنى شيئا أساسيا فى حياته، مضيفاً أن الجندى كان راعياً للثقافة أيضاً، حيث أنشأ دار الثقافة الجديدة، التى ظهر من خلالها كتاب كبار منهم: صنع الله إبراهيم، جمال الغيطانى، شريف حتاتة ، محمود دياب.
واقترح القصير جمع كافة أعمال محمد يوسف الجندى وكتبه فى مجلد واحد، لأن كتبه ليست سيرة ذاتية له، ولكنها سيرة لحركة حدتو بأكملها.
من جانبه قال جمال غالى، من أعضاء حركة حدتو، أنه من أقدم أصدقاء الجندى، فهو يعرفه منذ عام 1943، مشيراً إلى أنه لا يتصور حتى الآن أن الجندى ليس على قيد الحياة.
وأضاف أن الجندى من عائلة وطنية عملت بالسياسة طوال حياتها، ونشأ نشأة وطنية، كما أنه شخصية هادئة للغاية ولا تنفعل بسهولة.
الجدير بالذكر أن محمد يوسف الجندى هو أحد أبرز المناضلين الشيوعيين، وهو نجل المناضل الوفدى يوسف الجندى مؤسس جمهورية زفتى وأحد قيادات ثورة 1919، وقد توفى محمد الجندى عن عمر يناهز الثمانين عاماً قضاها فى النضال المتواصل من أجل تحقيق الاشتراكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة