هاجم الناقد الدكتور ماهر شفيق فريد، فى حواره المنشور بالعدد 244 من مجلة الثقافة الجديدة، القاص الراحل يوسف إدريس قائلا إن أغلب قصصه ومسرحياته عدا "الفرافير" فاشلة، وأن النقاد أسرفوا فى تدليله، مضيفًا أن هناك تفاوتاً بالغاً فى مستواه الأدبى، إذ إن أعماله الجيدة بالغة القلة إذا ما قورنت بتفاهات كثيرة مثل مسرحية "البهلوان" وأعمال أخرى مسرفة فى التبسيط السطحى مثل "العيب".
وأشار فريد إلى أن وصفه لأدريس بالعبقرية الجاهلة يرجع إلى معرفته السطحية بالفلسفة وعلم النفس والتاريخ، وذلك على الرغم من سعة تجاربه وكثرة أسفاره، كما جاءت معالجته لكثير من المواقف القصصية الواعدة صحفية تخطيطية سريعة، كما أن كتاباته فى السياسة عديمة الفائدة وبنت يومها ولا تصلح أن تُجمع بين دفتى كتاب.
وأضاف أن إدريس كان مسرفا فى الثقة بنفسه مما يومئ إلى خلل فى حسه النقدى، جعله عاجزا عن إدراك أن من معاصريه على شاكلة نجيب محفوظ وإدوارد الخراط من هم أعظم موهبة وأبقى على الزمن منه.
وقال فريد إن أغلب الأعمال التى تصدر اليوم لا تستحق حتى عناء أن يهاجمها الناقد فقد ولدت ميتة، ولا معنى لضرب جواد ميت، وأبدى اعتراضه على نوعية كتابة كل من ليلى بعلبك وكوليت خورى ونوال السعداوى ومنى حلمى وأحلام مستغانمى، قائلا إنهن قلما ما يبدعن فنا وإنما يطلقن صرخات أقرب إلى الهيستريا من أجل حقوق المرأة، فهذا النوع من الكتابة يفتقر إلى المصداقية والفاعلية وساذج فكريا.
وأشار فريد أيضا خلال حواره إلى أن الشعر تاج الفنون جميعا، ففيه من التكثيف والإيجاز ما لا تجده فى جنس أدبى آخر، بل إن الشعر مقوم لا غنى عنه فى الرواية أو المسرح أو حتى المقالة.
وأوضح أن مقولة "إننا نحيا فى زمن الرواية"، والتى روج لها على الراعى وجابر عصفور، على حد قوله، صحيحة من حيث الكم فحسب وليس الكيف، إذ إن هناك أعمالاً شعرية لكبار الشعراء أمثال حجازى وعبد الصبور وأبو سنة تتفوق فى قيمتها الأدبية والفنية، على أى كتابة قصصية اليوم، مضيفا أنه إذا كانت الرواية تحظى بالاهتمام اليوم فذلك لأنها قسط ديمقراطى مفتوح لا نهاية لإمكاناته، قائلا إنها تتوجه للعوام على عكس الشعر الذى يتوجه للصفوة والنخبة.
وأشار فريد إلى أن المترجم الآن أصبح يفتقر إلى التقدير المادى والمعنوى، فنراه على المستوى المادى يحاسب بالقرش وعلى المستوى المعنوى ينظر إليه البعض نظرة أقل شأنا من الكاتب المبدع، مضيفا أنه لا توجد لدينا عدد كاف من المطبوعات تفسح صدرها للترجمة باستثناء بعض الإصدارات مثل مجلة ألف وفصول والألسن للترجمة ومجلة لوجوس.
وأوضح أن أدباءنا ومثقفينا فى السنوات السبعين الأخيرة يفتقر معظمهم إلى التكوين العلمى الراسخ والموهبة الأصلية لأدباء جيل سابق مثل على أدهم وإسماعيل مظهر وفخرى أبو السعود وزكى نجيب محمود وعبد الرحمن بدوى وعبد الرحمن صدقى، مرجعا ذلك إلى تدنى مستوى التعليم بجميع مراحله، والذى يتجلى فى كتابة ومعالجة رجال الإعلام والصحافة أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة