قالت الصحفية مارسيل نظمى إنه "فى بلدنا" وعود كثيرة وشعارات جوفاء تتبدد بمباراة كرة قدم أو كارثة تنزل على المصريين جميعا، ولا تفرق بين مسلم ومسيحى وأضاف أننا جميعا نعانى من عدم وجود قضية يلتف حولها الجميع، "حتى أصبحنا سطحيين جداً بلا هدف ولا غاية".
جاء ذلك خلال الحوار الذى أجراه برنامج 90 دقيقة أمس، السبت، مع عدد من الشباب لمعرفة توقعاتهم لمستقبل مصر بعد اعتداء الإسكندرية الدامى، حيث أشار الطالب بأكاديمية أخباراليوم محمد خليل إلى أنه على الرغم من الحراك السياسى الذى شهدته مصر فى السنة الماضية، إلا أن اللامبالاة والسلبية حكمت على "تيار التغيير" بالفشل، لكن على الجانب الآخر، فرضت الأحداث السياسية على رجل الشارع القيام بـ"رد فعل"، فسائق التاكسى بات يتكلم الآن عن التغيير والتعددية الحزبية، فيما رأت المخرجة هبة الحسينى أن ذلك التيار نفسه "منقلب على ذاته" لسعيه وراء مكاسب شخصية، لافتة إلى أنه "حتى فى حال نجاح تيار ما أو خطوة ما تطل علينا الحكومة بقرار أو نبأ يشتت انتباه الناس لأحداث أقل أهمية".
وأشارت الحسينى إلى أن الشعب المصرى مشاهد من الدرجة الأولى، حيث يعشق متابعة الأحداث ويكره أن يكون فى قلبها، بينما برر طالب كلية الإعلام أبانوب عماد عزوف المصريين عن المشاركة فى صنع الحدث بارتفاع نسبة الأمية، حتى بين خريجى الجامعات، مشيراً إلى أن الحكومة تستغل تلك النسبة العالية لتحقيق أهدافها فى تمرير مشروعات تفيد المواطن فى الظاهر، وتهدم أى خطوة للإصلاح من الباطن.
وقالت الحسينى: "إن الإعلام الحكومى يدافع عن الحكومة والحزب الوطنى حتى بات قلعة الدفاع الحكومية"، فيما اعتبرت نظمى أن "برامج التوك شو التى تبث على القنوات الفضائية جميعها موجهة باستثناء برنامج أو اثنين، حيث تعرض المعلومة من وجهة نظر واحدة.. حتى مقدمى البرامج أنفسهم يتبعون وجهة نظر واحدة"، مضيفة: "هناك ناس مشحونة ولا يوجد أحد ليعبر عنهم داخل تلك البرامج".
ورأى عماد أن "مشلكتنا" هى عدم تفعيل مبدأ المواطنة والتعامل مع الآخر على أنه غريب عن الوطن، موصياً بالابتعاد عن خطابات الكراهية والرد عليها بخطابات أخرى أشد كراهية، ليس فقط فى الدين، وإنما فى السياسة والرياضة، متمنيا أن تسود ثقافة الاحترام بدلا من الكراهية، بينما أشارت الحسينى إلى أن ثقافة الكراهية دخلت إلى مصر مع "الانفتاح الاقتصادى"، حيث هاجرت عائلات إلى دول الخليج وغيرها من الدول العربية، ثم عادت إلى مصر بفكر عنصرى متطرف لا يقبل التعايش فى وطن واحد مع "الآخر".
وشددت نظمى على ضرورة تفعيل القوانين لأن "المشاعر لا تصنع دولة"، فيما أشار خليل إلى أن "الدولة تضع القوانين لتنتهكها"، بينما طالب عماد بالارتقاء بالعملية التعليمية فى مصر حتى يستطيع خريج الجامعة أن يخدم بلده بعلمه.
وفى عدد من المداخلات الهاتفية، أعرب المشاهدون من الفئات العمرية المختلفة عن أمنياتهم بأن ينعموا "بالأمان عندما يسيرون فى الشارع".
شباب لـ"90 دقيقة ": المشاعر وحدها لا تصنع وطنا
الأحد، 09 يناير 2011 12:28 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة