على بريشة

"حساهيم".. كلمة السر فى الزمالك

الأحد، 09 يناير 2011 07:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 13 شهرا، نجح حسام حسن فيما لم ينجح فيه أحد ممن تولوا القيادة الفنية للزمالك على مدى 6 سنوات، لم تحدث فى الزمالك طفرة خارقة فيما يخص نوعية اللاعبين، فالعمود الفقرى للفريق كما هو لم يتغير، ولكن نتائج الفريق وعروضه شهدت انقلابا إيجابيا لدرجة أن الزمالك، ولأول مرة منذ سنوات وسنوات، ينهى الدور الأول متربعا على القمة.

والسؤال هو: هل حسام حسن مدير فنى خارق يمتلك اللمسة السحرية التى تستطيع أن تحول الفسيخ إلى شربات، بحسابات الخبرة والمكانة؟

هناك مديرون فنيون أشهر وأكثر خبرة، وربما أفضل، تولوا قيادة الزمالك فى السنوات الماضية وكلهم فشلوا، بينما نجح العميد.. صحيح أن حسام حسن يمتلك إخلاصا نادرا وعشقا لكرة القدم والمستطيل الأخضر، بل ويملك ثقافة كروية عالية ونجومية غير محدودة ورصيدا فى قلب كل مشجعى الكرة بمختلف ألوانهم، إلا أن هذا وحده لا يكفى.

فى رأيى أن سر نجاح حسام حسن مع الزمالك يكمن فى توأمه الرائع إبراهيم الذى قدم لحسام ما لم يمتلكه أحد من المدربين الذين تولوا الزمالك فى السنوات العجاف الماضية، فبفضل التركيبة العجيبة لمجالس إدارة الزمالك المتوالية التى عينتها الحكومة لتقود الزمالك إلى الهاوية، كانت إدارة الكرة فى الزمالك منقسمة دائما إلى فريقين، فهناك مدير فنى وبجواره مدير كرة، كل منهما له حسابات وتربيطات وجبهة تدعمه وجبهة تعارضه، وانعكست حالة الفوضى الإدارية على اللاعبين، فالعقوبة التى يوقعها المدير الفنى قد لا ينفذها مدير الكرة، واللاعب المتمرد على مدير الكرة قد يجد "الحضن الحنين" عند المدير الفنى، كان هناك دائما مسارات ملتوية وحسابات غير فنية تحكم علاقة اللاعبين بعضهم ببعض وبالجهاز الفنى والإدارى، ولكن مع التوأم، أصبحت العلاقة واضحة ومحسومة، فالمدير الفنى والمدير الإدارى وجهان لشخص واحد.. لا يوجد حسام وإبراهيم.. وإنما هناك فقط "حساهيم".

من الرائع أن نعيش قصة نجاح حقيقية تتحدى كل منظومات الفساد وسوء الإدارة والارتجال والمحسوبية وتحدى الكفاءة التى أصبحت تستولى على قطاع كبير من مجالات الحياة فى مصر، وقد نجح العميد (كلاعب) فى أن يضرب مثلا على الإصرار والحماس والإخلاص بحيث يؤدى بقميص الأهلى والزمالك نفس الأداء والحماس والإخلاص بقميص المصرى والاتحاد والترسانة، وقبلهم المنتخب طبعا.. ونجح العميد (كمدرب) فى أن يقدم نفس القيم والمبادئ خلال مشواره التدريبى القصير.

وأسوأ ما فى هذا النجاح أنه يستفز كتيبة الفاسدين وأعداء النجاح والصائدين فى الماء العكر الذين سيبذلون كل الجهد لكسر كلمة السر "حساهيم"، الموضوع بالنسبة لهؤلاء ليس له علاقة بالأهلى والزمالك والانتماء الكروى والتشجيع، فكتيبة الفاسدين لا تفكر بهذه الطريقة (وهم من ناحية التصنيف الكروى محسوبون على كل الألوان)، القضية بالنسبة لهم هو أن النموذج الذى يقدمه حسام وإبراهيم حسن يحيى مبادئ يجب قتلها مثل الإخلاص فى العمل والحماس والغيرة والكفاءة، هذه المبادئ التى يعتبرها الفاسدون مثل الممنوعات يجب مكافحتها والتخلص منها، حتى لا تنتشر فى المجتمع، فمجتمع تنتشر فيه هذه القيم لن يكون فيه مكان للفاسدين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة