حتى وقت قريب كنت كأى مسلم أحتفل فى العام بعيدين فقط هما عيد الأضحى وعيد الفطر، فكانت الفرحة حصريا مرتبطة عندى بهذين العيدين، ولكن بعد ما شاهدته وعايشته وأحسست به من مشاعر جميلة فى هذا اليوم الرائع، يوم أن شاركت الأخوة المسيحيين فرحتهم بعيدهم.. كانت مشاعر جميلة للغاية، وخلقت تلك المشاعر عيداً جديداً بل ربما أعياد كثيرة فى وجدانى وفى ذاكرتى سيظل يلازمنى طوال حياتى.
كنت كما تعودت وكما تعملت فى دينى، أن أحب الآخر، أفرح معه، وأخفف عنه فى حزنه، فكنت أهنئ أصدقائى المسيحيين بعيدهم بأن أكتب لهم أو اتصل بهم أو أخبرهم وجها لوجه، ولكننى اكتشفت أن مشاركتهم فرحتهم والاحتفال معهم أروع بكثير، مشهد هو الأول فى حياتى ولن يصبح الأخير.
عندما احتفل كل المصريين مساء، الخميس، بأعياد الميلاد المجيدة، وسط ترقب مشوب بالحذر، ومخاوف من حدوث هجمات جديدة على كنائس بعد حادث تفجيرات كنيسة القديسين، وكانت الرسالة إلى كل من تسول نفسه بأن يعتدى على المصريين، بأننا إما أن نعيش سويا أو نموت سويا!
تهيأت الكنائس المصرية لإقامة الصلوات وقداس عيد الميلاد، وسط مشاركة كبيرة من جميع المصريين، وإجراءات أمنية مشددة فى جميع الكنائس، تهيأ الجميع للفرحة، وتهيأ الوطن لعُرس جميل.. تجسدت الشخصية المصرية بكل عنفوانها، وتجسد الحب بكل مفردات العشق، فى تلك المشاهد الجميلة، وكان أبلغ رد على العمل الإجرامى الذى أراد أن يفرق بيننا، فخاب وخسر، وعُدنا أفضل مما كنا بكثير.
كانت حكمة المشهد الذى أحزننا جميعا فى الإسكندرية أن نستشعر أشياء جميلة فى حياتنا، وأن نستدعى قيمة الوطن والحب والخير، لأن ما حدث جعلنا نعيد ترتيب الكثير من الأمور، ونصحح كثير من أخطائنا. لنوجه رسالة شديدة اللهجة بأننا شعب مهما عصفت به المشكلات هو جسد واحد، بأننا قادرون على التحدى، تحدى لكل من يريد أن تصبح مصر مصرين، واحدة للمسلمين وأخرى للمسيحيين، ليتطور الأمر أن تصبح مصر أمصار عديدة بتكوينات طائفية ودينية!!
ربما سيظل اليوم فى ذاكرة الكثيرين، لنترحم على أرواح الأبرياء، لنتمنى لمريم الرحمة، كما طلبناها لمروة، ولكن ستظل قيمة وجمال تلك المشاهد الرائعة فى هذا العيد مرتبطة بمدى استمراريتها، ومدى شعور كل فرد على أرض مصر بمصريته.. فهل يستمر هذا الإحساس الجميل؟!!
أحمد عبد العليم يكتب: عيد الميلاد.. عيد كل المصريين!
الأحد، 09 يناير 2011 12:09 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة