إن ما حدث فى الإسكندرية من أحداث مؤسفة اقشعرت لها أبدان كل المواطنين، ولابد من قول المواطنين بدلا من تقسيم المجتمع إلى مسلمين ومسيحيين. فلا شك أن الأمن المصرى قد تفرغ إلى حماية النظام ورجاله وتناسى أنه فى هذا البلد يوجد مواطنين أبرياء ليس لهم ذنب سوى أنهم يعيشون على أرض هذا البلد الطيب الذى قدر له أن يكون على هذا الوضع الذى لا يرضى سوى أعدائه والمتربصين له. تفرغ الأمن للانتخابات التشريعية كما يطلقون عليها وأحكم قبضته الحديدية عليها، وشهد له الجميع بإحكام السيطرة والتصدى لكل المعارضين والإخوان المسلمين وكل الفئات المعارضة للحزب الحاكم، ونجح ببراعة فى قمع المعارضة والتنكيل برموزها، وكأن المعارضة والإخوان هما أعداء الوطن والمتربصين له. نسى النظام أعداء الوطن والذين يسعون إلى تفكيكه بكل الوسائل واهتموا بقمع المعارضة. أصبح هم الأمن هو الاعتداء على أبناء الوطن بدلا من حمايتهم. وعندما تقع أى كارثة يكون المشتبه فيه إما مختلا عقليا، وإما من الخارج أو من كوكب آخر، وأغلب ظنى أن الأمن يتحدث عن أمر آخر أو يتحدث إلى شعب آخر.
حجج الأمن تجعلنى أتساءل كيف وصل استخفافه بعقول أبناء هذا الوطن إلى هذه الدرجة فهم يتحججون بأشياء لا تقنع حتى طفلاً صغيراً. وإلى متى ينزف الشعب دماءه؟ إلى متى نغض أعيننا عن الأسباب الحقيقية للتغيير الذى طرأ على المجتمع؟ ففى أعقاب كل حدث من الأحداث المتلاحقة التى تكشف شرخاً قد حدث فى المجتمع المصرى نجد الشيوخ والقساوسة يجلسون إلى جوار بعضهم ويتصافون ويتعانقون أمام وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، وكان شىء لم يحدث فيما يشبه ترقيع الأثواب بدلا من البحث فى الأسباب التى أدت إلى هذا الوضع الذى لم يكن مألوفاً أو متوقعا.
إنها أشياء دخيلة على هذا البلد المتعايش فى سلام منذ أمد بعيد لكن للأسف النظام لم يعطى لنفسه الفرصة فى التفكير فى مصلحة أبناء الوطن أو فى أمنهم أو راحتهم كل ما يهمه فقط هو أمنه وأمن رجاله وإحكام السيطرة على مقاليد الأمور ليستتب له الوضع وليهنأ هو وأعوانه.
محمود ياسين مدنى يكتب: ابحثوا عن الأسباب الحقيقية
السبت، 08 يناير 2011 04:44 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة