لقد نزفت مصر الألم والحزن مع الساعات الأولى للعام الجديد بعد التفجيرات الإرهابية التى حدثت بالقرب من كنيسة القديسين بالإسكندرية وأصيبت مصر بالحزن العميق والصمت الباكى حزناً
على ضحايانا مسلمين ومسيحيين وحزناً على مصر التى تفككت مكونات نسيجها شيئاً تلو الآخر.
ولذلك خرجت جموع من المسلمين والمسيحيين فى وقفات احتجاجية ومبادرات للوحدة الوطنية رافعين شعار " مسيحى مسلم مش مهم نفس القهر ونفس الهم" فالدم واحد والأرض واحدة والمصير واحد، والدمعة واحدة والفرح واحد فمصر تعانى من فتنة الإرهاب لا فتنة طائفية.
فالإرهاب لا يفرق بين الأديان فهو يسرق الحلم والفرحة ويحمل فكراً مشوهاً وهدفاً رخيصاً.
ومبررات زائفة ونفوس مريضة نفسياً تريد أن تجذب أنظار العالم بأى شكل إلى فكرهم المسموم المرفوض من كل الطوائف عن طريق إثارة الكوارث والتفجيرات الإرهابية فأى دين هذا الذى سمح
لكم أيها السفاحون بذلك وأى فكر تتبعه نفوسكم المريضة وأى حق تريدونه؟ وأى فخر ينتابكم بعد جرائمكم البشعة؟ فأنتم تقتلون إنسانيتكم وإيمانكم يوم قتل ضحاياكم.
فالدين الإسلامى يحرم قتل الأطفال والنساء والمعاهدين والذميين من أهل الكتاب بل يجيز المعاملات الإنسانية بين كل البشر من أهل الكتاب بداية من التجارة حتى الزواج وقد فعلهما رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فيجوز للمسلم الزواج من امرأة مسيحية والإرهاب دائماً يلعب على الأشياء الأكثر قوة والأكثر تأثيراً فى المجتمعات وهذا درس قوى للأمة حتى تعرف قيمة الوحدة الوطنية بين مسلمى ومسيحيى مصر.
فنحن نقدر مشاعر غضب إخواننا المسيحيين ونعلمهم أن مصر كلها غاضبة وحزينة فلا يرضى أحدنا أن يكون زميله أو جاره المسيحى لا يستطيع أن يحصل على حقوقه وأن يعيش آمناً فى وطنه ولكن أدعو مسلمى ومسيحيى مصر ليكونا معاً يداً واحدة لمواجهة فتنة الإرهاب، وألا نعطى الفرصة والوسيلة ليد الإرهاب أن تعبث بنا وبمستقبل بلادنا أو أن تتدخل الدول والمنظمات الدولية لتفتيت قوتنا بدعوة نصرة طائفة على الأخرى لذلك يجب علينا ألا نبالغ فى الحديث عن الفتنة الطائفية فى مصر التى هى فى الحقيقة أحداث فردية من متطرفين ومندسين.
وعلى الإعلام عدم المبالغة فى ذلك وتحويل جهود الإعلام نحو بناء وحدة وطنية مؤثرة بين الهلال والصليب وينبغى أن تكون هناك أنشطة اجتماعية تجمع بين قطبى الأمة لتعطى رسالة للإرهاب وللمتطرفين أننا رغم كل ماحدث أصبحنا أكثر تماسكاً وأكثر حباً لبعضنا ولبلدنا مصر.
ولا نريد المساعدة من أحد لأن بلادنا حريصة على حقوقنا
وعلى كل فكر متشدد أو متطرف يدعى أنه يحتكر الإيمان أن يتقى الله فى المجتمع ويعمل للإصلاح بدلاً من إشعال الفتنة فهذا هو الإيمان الحقيقى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة