فاطمة خير

جوليان أسانج بلا حدود

السبت، 08 يناير 2011 03:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحدود التى لم يضعها جوليان أسانج لنفسه حين قرر فضح حكومات العالم، أراد أن يضعها صناع برنامج «بلا حدود» للرجل على شاشة الجزيرة فى المقابلة معه، فالقناة التى استضافت مؤسس موقع ويكيليكس (الموقع الأكثر شهرة فى العالم حالياً ولمدى طويل) جوليان أسانج رجل العام وفقا لاختيارات عدة، فى حلقة تمت إذاعتها على الهواء مباشرةً من محل إقامته المؤقت فى لندن، أرادت القناة أن تبرئ نفسها مما أثير حولها بعد وثيقة نشرها الموقع، أشارت إلى أن السلطة القطرية عرضت إيقاف القناة لمدة عام، على أن تقنع مصر الفلسطينيين بقبول تسوية.

فقد منحت حلقة «بلا حدود» مساحة كبيرة نسبياً للحديث عن برقيات تناولت قطر ومواقفها وحيرة الأمريكيين حيالها، كدولة تشق طريقها «بصعوبة»، وخطورة قناة الجزيرة، والحديث عن أن ما تم من عرض إيقاف القناة لمدة سنة كان مجرد مزحة لا أكثر.

فى حين كان لابد من استثمار كل وقت البرنامج فى القناة (العربية) للحصول على أكبر كم ممكن من المعلومات من الرجل الذى يحتفظ الآن بالأسرار الأكثر حول بلدان العالم، بدلا من الاكتفاء بالحديث عن أن وثائق جديدة فى الطريق حول بلدان كذا وكذا.. وعلى رأسها مصر بالطبع.

المقابلة المهمة التى أجرتها «الجزيرة» تحسب لها، ولو أنها ليست الأولى للقناة، فقد سبق واستضافت أسانج فى البرنامج نفسه فى شهر أكتوبر الماضى، لكن بالطبع فإن التوقيت هنا هو البطل، فإذا وجدت جوليان أسانج، على شاشة قناة الجزيرة، لا بد أن تنتظر أكثر مما شاهدته من حلقة كتلك.

المهم جداً فيما قاله أسانج، أن مؤسسات إعلامية شريكة له بالنشر، تأخذ الوثائق ثم تنشر منها ما ترتئيه مهماً من وجهة نظرها ووفقاً لاهتمامات قرائها، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: أين نحن من كل ذلك؟، أين نحن كمؤسسات إعلامية مصرية وعربية ؟، هل سننتظر أن ينتقى الآخرون ما يريدون نشره عنا، ثم نفنده أو نناقشه، أو حتى ننفيه، أو نؤكده ؟، لم لا نكون نحن أيضاً شركاء بالنشر ؟!، فإذا كان نشر الأسرار / الحقائق هو مسألة وقت لا أكثر، فلم لا يكون لنا دور فى هذا؟

فضاء الإنترنت لا يزال يتسع بعنف يوماً بعد الآخر، اتساعاً يجبر شاشات التليفزيون بتنوع توجهاتها واختلاف نصيبها من الشهرة والنجاح؛ على أن تفسح له المكانة الأبرز فى تغطياتها، ولن نستبعد أن يأتى يوم قريب، تقود فيه الشبكة العنكبوتية زمام الشأن الإعلامى، بما يتيح تلبية احتياجات المتلقى، هو زمن لن يعرف فيه الخبر من صانعه ومن متلقيه! > >






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة