"المدينة السعودية" تطالب شمال وجنوب السودان بخلق جوار آمن

طالبت صحيفة "المدينة" السعودية الشمال والجنوب السودانى بالعمل على خلق جوار آمن تنسحب آثاره على الدول المحيطة وعلى الإقليم بشكل أشمل، محذرة من أى زعزعة فى تلك المنطقة ستقود إلى الاستقطاب الدولى الذى سيتدخل لتحقيق مصالحه وبسط نفوذه وربما جلب جيوشه فى محاولة لفك الاشتباك، لكنه فى اللحظة ذاتها سيوطد وجوده الاقتصادى والسياسى وهو ما لا تريده بالقطع جوبا أو الخرطوم.

وشددت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم "السبت" على أنه مهما كانت نتيجة الاستفتاء فى جنوب السودان، فيجب أن يحافظ شماله وجنوبه على الأمن والاستقرار، لأن هناك أكثر من مصلحة وتصاهر وألفة تجمعهما، ويتمنى الكل أن يجرى بشفافية وهدوء وسكينة فى الجنوب والشمال.

وأشارت "المدينة" إلى أن يوم غد يعتبر فاصلا فى تاريخ البلاد، لكنه لا يعنى أن العلاقات سوف تنفصم وأن الجغرافيا ستلغى أو أن النيل الأبيض سيغير مجراه، وأن كل شىء سيظل فى مكانه وسيكون الجنوب محتاجا إلى الشمال، كما أن الشمال سيحتاج إلى الجنوب وقد يكون الفراق مؤقتا، ولكن ربما يرجعان لبعضهما وفى التاريخ الكثير من الأمثلة على ذلك مثل الألمانيتين رغما عن اختلاف السياق.

ونوهت إلى أن الاستفتاء فى حد ذاته ليس الهاجس،ولا تكمن فيه أو تنتج منه أى خطورة، لكن نقطة التماس المتمثلة فى أبيى يمكن أن تكون سببا فى تفخيخ علاقة الشمال بالجنوب أو جرهما إلى حرب ضروس لا يريدها ولا يتمناها أحد.. مشددة على ضرورة معالجتها بالحكمة والأناة وتغليب مصلحة التعايش بين القبيلتين، وهو ما يجب أن يكون هدف المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية.

وطالبت "المدينة" السودانيين بعد الاستفتاء بفتح ملفات الاقتصاد والجنسية والعملة والديون والحدود والمياه وكل المختلف عليه بشفافية وهدوء ومعالجته بمهنية عالية، وأن تضع فى حساباتها أن المتضرر الأول والأخير هو المواطن وأن تكون ذات الروح التى تم بها توقيع اتفاق نيفاشا الذى أوصل السودانيين إلى محطة السلام النهائية يجب أن تسود.