عمرها 30 عاماً

صحيفة الشبيبة: بريطانيا تفرج عن وثائق سرية

الجمعة، 07 يناير 2011 02:18 ص
صحيفة الشبيبة: بريطانيا تفرج عن وثائق سرية صورة أرشيفية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة "الشبيبة" العمانية إن وزارة الخارجية البريطانية تفرج مع بداية كل عام عن الوثائق التى مرّ عليها ثلاثون عاماً، ويحتفظ وزير الداخلية بحق التحفظ على بعض الوثائق، إذا كانت تمس أسرار الأمن القومى للبلاد، أو لها علاقة بالدول الصديقة والتى لا تريد الحكومة البريطانية إفشاء معلومات بشأن قضايا تمسها.

وقد أعطت وثائق الخارجية البريطانية فرصة لمعرفة الأسرار المهمة، التى لم يعد كشفها يثير المخاوف الأمنية ولا يعبر الخطوط الحمراء، لكن رغم هذه الضوابط فإن نشر الوثائق بداية كل عام فرصة للعودة إلى الوراء ثلاثين عاماً لإعادة القراءة والوقوف على أحداث ومراسلات سرية.

يأتى فتح خزانة أسرار الدولة البريطانية هذا العام فى ظل وافد جديد اسمه "ويكيليكس" الذى قلب الطاولة تماماً وأقحم على الوعى المعاصر الاطلاع على وثائق الخارجية الأمريكية الطازجة، التى لا ترتبط بالماضى وإنما بالحاضر نفسه. وهذا انقلاب حقيقى أثار ردود فعل وكشف معلومات وأوراق تهز المسرح العالمى كل يوم.

فى ضوء تسريبات ويكيليكس، تبدو الوثائق البريطانية قديمة حقاً، لكنها ذات قيمة تتجسد فى معرفة ما جرى منذ ثلاثين عاما، فى دور ما ينشر الآن عن رأى سفراء للولايات المتحدة فى حكومة كرزاى بأفغانستان، أو عن الموقف من حكومة بوتين فى موسكو وحقيقة أسرار غامضة للغاية يتم الكشف عنها بخصوص صفقات وأموال وحركة دائرة فى العالم كله، يتم إزاحة الستار عنها بهذه الوثائق المكتوبة بأقلام سفراء واشنطن فى أنحاء العالم كله.

من جهة أخرى، أوضحت الصحيفة أن المثير فى الأمر أن كشف الوثائق هذا العام يبين استمرار بعض القضايا، رغم تغير مجرى الزمن، وإن كانت ملامح اللاعبين على أرضها قد تبدلت، فالمشكلة الأفغانية فى بداية الثمانينيات كانت متضخمة وساخنة كما هو وضعها الآن، لكن الأطراف المشتركة فى اللعبة تغيرت تماماً، ويظل الملف كما هو مع إضافة بعض الأوراق الجديدة.

وفى بداية الثمانينيات كان التغلغل الروسى داخل أفغانستان يعبر عن عنفوان الدولة السوفيتية، التى كانت قائمة وتدخلت فى هذه الأرض عبر خطوة أحدثت هزة كبيرة للغاية، وتكشف أوراق هذه الحقبة محاولة تمكين المقاومة الأفغانية المتمثلة فى "المجاهدين" للتصدى للغزو الروسى السوفيتى، والسعى لمواجهة هذه القوة الغازية وإجبارها على التراجع والانسحاب.

وأشارت "الشبيبة" إلى أن قراءة الوثائق البريطانية فى ضوء المتغيرات الجديدة يلقى الضوء على ملف أفغانى متفجر، انتقل من يد السوفيت إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف الناتو، وبعد أن كانت واشنطن والغرب معاً، يساعدان حركة المجاهدين، أصبح الهم كله تقويض ما يسمى بالنظام الذى تعتمد عليه حركة "طالبان" والاعتماد على نهج ديمقراطية غربية فى داخل حكومة "كابول" التى يرأسها حامد كرزاى وتجد الدعم من واشنطن ولندن.

وقالت الوثائق إن أطراف اللعبة تغيرت، لكن لا تزال قواعدها كما هى فى أفغانستان، إذ إن الحرب مستمرة منذ ثلاثين عاماً دون توقف، ولم تهدأ تلك الأرض الملتهبة بعد، إذ لا توجد صيغة تحتضن المتناقضات وتحولها إلى نظام قادر على فرض السلطة المركزية.

ولفتت الوثائق إلى أن أيام الثمانينيات كانت على قمة السلطة البريطانية حكومة محافظة بزعامة مارجريت تاتشر التى هيمنت على الحياة السياسية بفترة استمرت حقبة كاملة وانتهت بدموع مع ترك المرأة الحديدية لكرسى الوزارة بعد تخلى حزبها المحافظ عنها وصعود جون ميجور بدلاً منها إلى مقعد القيادة.

كما تكشف الوثائق أيضا عن قيمة تاتشر وإدارتها الحديدية للحكومة البريطانية وتحالفها الوثيق آنذاك مع الرئيس الأمريكى دونالد ريجان.

وكشفت الوثائق أن أوراق عام 1980 تتحدث عن الكثير من مشاكل القارة الآسيوية، إذ كان هناك النزاع الهندى الصينى، ولم تكن أنديرا جاندى رئيسة وزراء نيودلهى آنذاك، قلقة من قرب السوفيت من حدود بلادها فى أفغانستان بعد غزوهم لها، إذ كانت الهند فى هذا الوقت حليفة للاتحاد السوفيتى وعلى خلاف حاد مع التنين الصيني، إذ كانت هناك مواجهات على الحدود بينهما.

وتغيرت المعادلة الآن نتيجة دخول الصين والهند السباق الصناعى الحاد، والذى يضعهما على ساحة واحدة، نتيجة القفزة الهائلة فى معدل إنتاجهما وبحثهما عن أسواق جديدة لإنتاجهما.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة